
تحدثنا في أشياء سخيفة كثيرة ، حكي كل منا للآخر عن النماذج الجيدة للانحطاط الإنساني التي قابلها في مسيرته القصيرة تحت سماء القاهرة ، تذكرت خلال لقائي بها بعض أبيات للراحل الكبير عبد الرحمن الخميسي يقول فيها عن بيروت " مدينة البغاء والنفاق والكذب .. فكل ما تريد تشتريه بالذهب .. المرأة الحسناء والحذاء والشنب " ، تذكرت تلك الأبيات وأنا أحكي لها عن قصة التحاقي بعملي الصحفي قبل نحو عامين ، حكيت لها عن أشياء بلهاء كثيرة ، وكانت تستمع في شيء من اللامبالاة وحينما توقفت لأسألها عما إذا كانت لا تزال تسمعني ؛ أغمضت عينيها وفتحتهما مؤكدة أنها تستمع إلا أنها تعاني من بعض التعب ، تبادلنا أحاديث كثيرة كانت أبعد ما تكون عما يجب الحديث فيه معا ، كعادتنا تواطئنا مع الواقع لنختار موضوعات ساذجة لتكون محور كلامنا ، تغيرت طباعها وتغيرت عاداتها إلا إنها لاتزال متمسكة بقناعتها الأساسية بأن الإنسان يتميز بنصفه الأعلي عن سائر الحيوانات لا بنصفه الأسفل كما يعتقد كثير من بنات حواء للأسف منهن كثيرات ممن يمسكن بالقلم مثلي ويساهمن في تشكيل وعي الناس ، أعرف أن الكثيرات المشار إليهن لن يفهمن معني تشكيل وعي الناس !!
مرت من أمامنا طفلة صغيرة حركت يديها بطريقة أثارت إعجابنا فسألتها عما إذا كانت ترغب في إنجاب أطفال فأجابتني بطريقة أزعجتني ولم أنتبه لمدي ضيقها بالسؤال إلا بعد مغادرة المكان الذي جمعنا سويا في هذا اللقاء القصير بعد طول افتراق ، كان في حديثنا ما يثير الغضب والحزن معا ، فقد قلت لها كلاما فارغا من أي مضمون بعد فشلي في حملها علي حكاية تفاصيل حزنها الظاهر علي قسمات وجهها ، حكت لي أخبارا غير سارة زادت من قائمة تلك الأخبار عندي ، وكان بعض كلامها جارحا إلي أقصي حد دون أن تقصد ، استئذنت في الانصراف لا إلي بيتها وإنما إلي بعض زملائها ، استئذنتها في أربع دقائق فقط لنواصل ما بدأناه من حديث ، ابتسمت بغير مبالاة ، أثارت ابتسامتها تساؤلات كثيرة بداخلي ، انتهت الي إجابة موجزة بأن لقائنا القصير لم يكن إلا لقاءً أخيرا بين اثنين اعتبر كلاهما لفترة أنهما صديقان جدا بينما يؤكد مادار بينهما من حوار أنهما بحاجة للتعارف مرة أخري !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق