الجمعة، 17 سبتمبر 2010

أم ملك !

اغضب فأنت كالأطفال يا حبيبي نحبهم مهما لنا أسأوووواااا ...
كنت مستلقيا علي ظهري أستمع لأغنية " اغضب " كلمات نزار قباني وغناء أصالة ، وبينما أنا كذلك طرق صديقي الذي يقيم معي بشقتنا المتواضعة باب غرفتي الخاصة فانزعجت جدا وغيّرت إذاعة الأغاني التي كانت تذيع الأغنية التي كانت تطربني إلي إذاعة البرنامج العام حيث النفاق صبح وليل وليل وصبح 24 ساعة سبعة أيام في الأسبوع وصوت الصديق الأستاذ علي مراد وهو يصدح بشعار الحزب الوطني عبر الأثير " من أجلك أنت " !!
قمت وارتديت ملابس النوم ، نسيت أن أخبركم أنني كنت أستمع إلي أغنية أصالة بلا ملابس تقريبا ! فتحت باب الغرفة الذي كان مواربا أمام الأخ جابر وهو كما ذكرت لكم صديقي الذي يقيم معي بشقتنا المتواضعة ، وجدته يتطلع للنظر خلفي إلي ما في داخل الغرفة ، أخبرته مازحا بأنه لا توجد " نسوان " بالغرفة ، النسوان الوحيدة الموجودة لديّ في الكتب والروايات وأغلبهن مناضلات غير مثيرات جنسيا علي الإطلاق ، أما نساء وجواري ألف ليلة وليلة فقد مضين غير مأسوف عليهن مع كتاب ألف ليلة وليلة الذي استعرته من أحدي الزميلات قبل فترة وأعدته إليها مؤخرا ، انتبه جابر مرتبكا لأنني قطعت عليه تلصصه وقال لي : لا أبدا .. أنا بس كنت عايز أخد رأيك في موضوع كدة .. قالها وهو يتأهب لدخول غرفتي ، فقاومته وابتسامتي لا تزال معلّقة علي شفتي وأنا أقول له : برّه .. نقعد برّه .. برّه هوا .. وافقني الرأي واتجهنا نحو الغرفة المواجهة للشارع ، وافترشنا البلاط وأسند كل واحد منا ظهره إلي الحائط ، وقبل أن يبدأ حديثه شعرت بجارتنا تنشر غسيلها في المنزل المقابل فقمت دون أن ألفت انتباه جابر لألحظها وهي تمارس مهمتها اليومية أو شبه اليومية دون كلل أو ملل ، جارتنا لديها طفلة صغيرة حاولت مداعبتها في اليوم الأول لتعارفنا من خلال حبال الغسيل إلا أن الأم ناهدة الصدر اعتبرت أن مداعبتي لصغيرتها ليست إلا رسالة ضمنية إليها ، وهنا توترت علاقتنا قبل أن تشهد أي تطور حيث كنت أترك البلكونة لمجرد أن أجدها دون صغيرتها التي أعتقد أن اسمها ملك ، رأيت جارتنا هذه المرة ومعها ملك فابتسمت لهما، فابتسمت جارتنا وسألتني عن غيابي طيلة الأيام الماضية فقلت لها إنني أحضر مؤخرا من العمل وأذهب إليه مبكرا ، أبدت الجارة الجميلة إلي حد ما تضامنها معي وابتسمت في دلال لتخبرني بأنها شعرت قبل يومين بالقلق لأجلي لمرور أسبوع تقريبا دون أن تشاهدني وأنا أنشر غسيلي مع مقاطع خالدة لمحمد سعد " الغسيل دوب إيديا .. والصابون جوّه في عينيا " وبينما جارتى تحكي معي باسمة الثغر كاشفة الشعر موّردة الخدين إذا بصديقي جابر يتلصص مجددا من خلفي علي جارتنا ثم يشدني للداخل ليرمقني بنظرة لوم شديد فأؤكد له أن علاقتي بأم ملك لا تعدو كونها علاقة أخوية بحتة ، فيطمئنني أن أم ملك خارج دائرة اهتماماته بالمرة ، ثم جلسنا مرة أخري وبيننا كوب من الشاي أعده جابر لنفسه وزجاجة مياه كانت قذفتها لي أم ملك من البلكونة ، ملحوظة : شقة جابر وأنا ليس بها ثلاجة ، ارتشف ، جامدة ارتشف دي ، شفط جابر شفطة من كوب الشاي سمعها الساكن أسفل شقتنا ثم قال لي وهو يمرر سبابة يمينه وإبهامه علي جانبي شاربيه أنا نسيت أنا كنت عايز أقولك إيه ، حاولت تذكرته فبدأت أسرد عليه ما اعتاد عليه من حكايات معي .. الجوازة .. السفر .. الفتاة التي تعمل بمصنع الملابس أسفل شقتنا .. هزّ رأسه شمالا ويمينا عدة مرات نافيا أن يكون نوي الحديث معي في أي من تلك الموضوعات التي اعتاد علي الحديث معي عن أدق تفاصيلها كلما شعر بالملل من رتابة الحياة في بولاق الدكرور ..افتعلت بعض الضيق وسألته أن يتذكر جيدا فنظر إلي بابتسامة صفراء قائلا : ممكن اطلب منك طلب ؟
قلت له اطلب ياعم زي ماانت عايز طالما لا يتعلق الأمر بمال أو كتب أو نسخة من الجريدة التي أعمل بها !!
قال : لا لا خالص .. انا بس كنت عايز اقولك خلينا اخوات زي ما احنا اخوات وابعد عن أم ملك !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق