الجمعة، 17 سبتمبر 2010

الحمد لله ع الجهل ياجدعان !

من يطّلع علي الأدبيات العربية فيما يخص الندم علي المعرفة والعلم بطبيعة ما يدور من حولنا في حياتنا السياسية علي وجه التحديد ، يجدها كثيرة جدا ، لعل منها علي سبيل المثال لا الحصر باستدعاء من الذاكرة دون التفرغ للبحث ، ما قاله الشاعر اليمني عبدالله البردوني " فظيع جهل ما يجري .. وأفظع منه أن تدري " فالشاعر جعل عاقبة العلم بما يجري أفظع من عاقبة الجهل به ، وكذلك ما ذكره سعد الله ونوس المسرحي السوري حينما قال علي لسان أحد شخصيات مسرحيته " مغامرة رأسي المملوك جابر " : " ليس غريبا أن تعرف السجون ما دمت تحب كثيرا طرح الأسئلة " !! فمسألة ورود السجون بالنسبة لونوس أمرا ليس مستبعدا بالنسبة لشخص يسعي للمعرفة وهتك ستور الجهل بالسؤال علي الدوام ! أستطيع بعد هذين المثالين القول إن الجهل بفظائع الواقع من حولنا علي كافة المستويات ، وإن كان كارثة عظمي بكل المقاييس إلا أنه في بعض الأحيان يصبح شيئا ذو نفع عظيم أيضا !! وإليك قارئي العزيز عدة أمثلة لتقرر بعدها ما إذا كان كاتب تلك السطور عاقلا رشيدا أو مجنونا ضلّ طريقه إلي دنيا العقلاء في غفلة منهم ! لو قلت لك إن مسئولا حكوميا رفيعا ، عمل بعدة مواقع حساسة ، من الأمن إلي الإعلام ثم إلي دوائر صنع القرار مباشرة ، منذ عضويته في الاتحاد الاشتراكي وحتي احتلاله مقعدا وثيرا الآن بقيادة الحزب الحاكم ، لو قلت لك إن هذا المسئول الذي يفاخر علي الدوام أمام الصحافة والصحفيين أن صفحته المتعلقة بذمته المالية ناصعة البياض منذ نعومة أظافره وأنه يقبل أي نقد يتم توجيهه إليه مالم يكن فيه مساس بما هو مقدس في سيرته ومسيرته من حيث البياض والنزاهة ، ارتشي بما يفوق عشرة ملايين جنيه في صفقة لم تتم مع أخوة من عرب النفط كانوا في طريقهم للسيطرة علي واحدة من قلاع تشكيل وعي الناس في بلادنا عبر صفقة لم تتم أحبطها مجهود خارق لإذاعي وصحفي أحبه اسمه "الغضبان"، ولا يجرؤ للأسف واحد من البهوات الصحفيين فتح هذا الملف بعد إغلاقه منذ تاريخه رغم أن الوقائع متوفرة بشهادة الشهود ، بذمتك ألا يشكل الجهل في تلك الحالة نعمة من الله تجعلك تتعامل مع الأخوة إياهم أيا كان لونهم أو جنسهم أو نوع سياراتهم بصفاء قلب وحسن نية دون نفاق أو احتقار لا يجلب عليك إلا كل وبال ؟! كانت لدي رغبة في كتابة أمثلة أخري لكن أدركني الملل فلنكمل في لقاء آخر ربما في نفس تلك المساحة الأسبوع المقبل !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق