الأحد، 29 أغسطس 2010

الدكتور عزازي علي عزازي يكتب : أساطير الأستاذ سيد ( ردا علي مقال السيد ياسين بالأهرام المسائي " أساطير المثقفين " )


الأستاذ سيد كما يعرف الجميع وظيفته الرئيسية في الحياة أنه مفكر استراتيجي ، كان يترأس مركز دراسات الأهرام لمدة عشرين عاما ، وهو أيضا عالم اجتماع سياسي ، مهموم بقضايا الحداثة وتحولاتها في العالم ، وصاحب أول خريطة معرفية للأمن القومي المصري ، وكاتب مقال فكري يجمع بين عمق الفلسفة وحركة السياسة وبراجماتية الاقتصاد ، وتحليلية علم النفس ، والخلاصة أنه رجل ثقيل من حيث الوزن المعرفي ، ومن حيث المهام الجسام الملقاة علي عاتقه ، كأي نخبوي يعيش علي قمة جبل الأوليمب ، ويترفع عن الخوض في أوحال الرعاع والسوقة من ذوي الأوزان متناهية الصغر ، والتي لايراها سيادته بالعين المجردة . ونحن - باعتبارنا من مريديه - نربأ به النزول إلي درك الغوغائيين والسطحيين من أمثال صحفيي " الكرامة " ففي مقال لا يليق بالأستاذ سيد بعنوان ( أساطير المثقفين ) في صحيفة الأهرام المسائي ، استخدم فيه ألفاظا لا تنتمي لمعجم المفكرين الكبار ، فقد قال عنا مثلا : ( انعدام المعايير - سوء نية - تدني مستوي - كذب صريح - غوغائية - موضوع تافه - تحقيق صحفي تافه - اختلاق وقائع - تفسيرات ساذجة - فارغة من المضمون - ) . وإذا سأل القارئ عن الجريمة الكبري التي اقترفتها " الكرامة " في حق الأستاذ سيد ، فلن يجد سببا شخصيا يتعلق بسيادته ، وهنا مربط الفرس ، لأن الرجل لم يكن يثأر لنفسه ، ولم يغضب لنفسه ، بل غضب لغيره وثأر لشخص آخر ، هذا الآخر هو الشاب المتورث ، صاحب الفكر الجديد ، ومفجر الثورة الإصلاحية الكبري جمال محمد حسني مبارك ، أما القضية ، فهي نشر " الكرامة " لتحقيق صحفي بتاريخ 9 أغسطس 2010 للزميل محمد الصادق ، بعنوان ( بعد الاجتماع السري بين جمال والمثقفين - الوريث يلعب بالنار) استطلع الزميل في موضوعه أراء مثقفين من وزن الناقد الدكتور عبدالمنعم تليمة والأدباء الكبار إبراهيم أصلان وسعيد الكفراوي ومحمود الورداني وسحر الموجي ، وأجمع هؤلاء المثقفون الكبار علي رفض فكرة الاجتماع السري الذي دار بين نجل الرئيس والمثقفين ، ويعتبرونه محاولة للزج بهم في لعبة التوريث ، ومن حق أي مبدع في مصر أن يعلق علي هذا الاجتماع الغريب وأن يندهش من سريته ، خاصة مع عدم نشر أي كلمة أو صورة لهذا اللقاء ، الذي حضره مثقفون بوزن الأساتذة جابر عصفور وفوزي فهمي وسيد ياسين وعماد أبوغازي وابراهيم المعلم وإسماعيل سراج الدين ، ومن ثمّ لا يمكن الدفاع عن السرية لأنه ليس اجتماعا تنظيميا ، أو لقاء بيزنس ، بل لقاء وحوار ثقافي يقوده أمين لجنة السياسات في الحزب الحاكم أو المتحكم ، وكنا ننتظر من الحضور أن يحاولوا أو يحاول أحدهم - وبحياء شديد - نقل الصورة للقارئ ، ربما اقتنع أي قارئ ساذج أو أهطل بالإصلاح الثقافي والفكري الذي يقوده نجل الرئيس ، ومن حسن الحظ أن أغلب الحضور غلبهم الحياء ، وحاصرهم الخجل لأنهم يعلمون في قرارة نفسهم هوان مايتم علي رأس السلطة ، لكن الأستاذ سيد وحده قرر الإعلان عن البشري الثقافية التي حملها الوريث ، وقرر أيضا أن يهاجم بضراوة غير مسبوقة ، ولا معروفة عنه أعداء التوريث ، وأن يدك حصون أنصار التغيير ، وهم أوسع وأكبر من قراء " الكرامة " كما يعلم الأستاذ سيد ، وكأنه أراد أن يواجه كل النخب المصرية الوطنية لحساب الوريث ، أما ما نشرته " الكرامة " فهو موضوع صحفي تمت صياغته بشكل مهني محترم ، لم يزيف أراء المصادر ، ولم يفتعل شيئا من العدم ، فقط تساءل وسأل ورصد الإجابات ، دون إساءة للسادة المثقفين المجتمعين مع المفكر والمفجر الشاب ، ومع ذلك اعتبرنا الأستاذ سيد غوغائيين كذابين ، وأؤكد لسيادته أن كل الأوصاف يمكن أن تطالنا ! باستثناء اتهامات من نوع نفاق السلطة ، أو أصحاب مصالح وغرض ، فرأسنا بلا أي بطحة ، وربما ذلك سر سذاجتنا ، أم أن ما فعله الأستاذ سيد يندرج تحت مفهوم من مقولاته : ( إن التحول هو الأكثر تفسيرا لحياتي ) ربنا ما يحكم علينا بالتحول .

(( من عدد " الكرامة الصادر في 30 /8/2010 ))
* وقد هاتفت الدكتور عزازي حين قرأت مقاله ، واستئذنته في نشره علي مدونتي لعل الأستاذ سيد الذي سبق لي محاورته " للكرامة " العام الماضي يقرأ المقال !!
إسماعيل الأشول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق