الجمعة، 10 فبراير 2012

متي تنتهي الاضرابات في مصر؟


بينما تواصل العديد من الحركات والأحزاب السياسية والنقابات العمالية سعيها في محاولة منها لحشد أكبر مشاركة شعبية ممكنة في الاضراب العام والعصيان المدني المقرر غدا السبت؛ لم تكتف الجهات الرافضة للاضراب والعصيان باصدار بيانات صحفية تعلن فيها مقاطعتها الكاملة، بل امتد موقفها ليشمل إدانة وتخوين الداعين الاضراب باعتبارهم " مغرضين ودعاة تخريب".

هذا المشهد الثنائي لكلا الفريقين ليس الأول في مسيرة الثورة المصرية منذ انطلاق الدعوة الأولي لتظاهرات الخامس والعشرين من يناير منذ منتصف الشهر الأول من العام الماضي، ولايبدو أنه سيكون الأخير، لكن السؤال المطروح الآن علي مائدة الجدل السياسي المحتدم من واقع هذه الثنائية هو : متي تنتهي الاضرابات في مصر؟ ولا أعتقد أن أحدا بإمكانه تحديد موعد لذلك؛ إلا أن متابعة ظروف عمل ملايين المصريين في العديد من المؤسسات العامة والخاصة حيث علاقات عمل فاسدة لاتحكمها قاعدة ولايؤطرها قانون صريح ملزم وعادل، فضلا عن مراقبة واقع معيشتهم في العشش وأكواخ الصفيح في العشوائيات التي تضم مالايقل عن اثني عشر مليون مواطن، تجعلنا نقف علي إجابة صريحة للسؤال لاتزيد عن أربع كلمات:" دولة القانون والعدل الاجتماعي".


هنا تكمن مأساة القوي السياسية التي استحوزت علي الأغلبية البرلمانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، فأبرز رموزها يرون أن الثورة نجحت بمجرد جلوسهم علي مقاعد فتحي سرور وأحمد عز وزكريا عزمي بمجلس الشعب، وهو فهم مفرط في السطحية، فلايمكن القول بأن الثورة نجحت حتي يحقق الفاعلون الجدد تغييرا جذريا في بنية النظام السياسي الذي لم يتغير، بدرجة ترتب تلقائيا تغييرا اجتماعيا يقوم علي سيادة القانون، وحينما يجد المواطنون جميعا أنفسهم متساوون أمام القانون في كافة تفاصيل حياتهم اليومية، وحينما يجد أبناء العشش والأكواخ مكانا لائقا علي مقعد بمدرسة أو سرير بمستشفي فإن الثورة تكون نجحت بالفعل، وهو الأمر الذي يلغي تلقائيا فكرة التظاهر والاضراب من قاموس التعامل اليومي للمواطن المصري، وبدلا من اللجوء للشارع في حالة امتهان كرامته أو ضياع حقوقه يلجأ للقانون الذي يدرك ساعتها أنه مثل الموت لايستثني أحدا.

هذا هو التحدي الرئيس أيها السادة، وحتي تقام دولة القانون والعدل الاجتماعي فإن شوارع القاهرة وميادينها مدعومة بميادين مصر في أطرافها الأربع لن تفرغ يوما من المنادين بحقهم في الحياة الكريمة مهما بلغت وطأة القمع عسكريا كان أو دينيا.

إسماعيل الأشول – صحفي بجريدة الكرامة

عضو نقابة الصحفيين المصريين

الأحد، 3 أبريل 2011

حوّار عن القوّاد صفوت الشريف " والعهدة " ع " الرواي " !!!

اعتماد خورشيد ..
شاهدة على انحرافات صفوت الشريف
شعرت أن صفوت خادم مهمته صب الويسكى لمدير المخابرات
الرئيس جمال اعترف لى أن المشير هدده بفضح علاقته بالعشيقة اليهودية
عبدالحكيم عامر لم يتزوج برلنتى وشهادة ميلاد ابنها كتبت بأوامر عبدالناصر
صلاح نصر لفق تهمة العمالة لمصطفى أمين بسبب علاقته بشادية
الشريف باع أفلام الكنترول فى بيروت بالعملة الصعبة لحسابه الخاص
صديقة الملك فاروق وضعت له السم فى طبق المحار نظير مليون دولار
سعاد حسنى حكت لى أن صفوت كان يقاسمها فى كل ما تحصل عليه من أموال وهدايا
الراقصة الشهيرة «ن . ف» كانت تطلع ترقص وتنزل تقسم الفلوس مع العقيد موافى
حوار: على سعيد (مجلة الإذاعة والتليفزيون) 2 إبريل 2011
نرفع قدره لو قلنا إنه أحد مماليك دولة الضربة الجوية الأولى فلم يكن المماليك إلا محاربين أشداء، دافعوا عن هذه البلاد وحموا العباد ووقفوا ضد مخططات القوى الأجنبية لإحتلال الوطن ونهب خيراته والتنكيل بناسه.
نظلم المماليك لو قلنا إنه أحدهم فهم عبيد مقاتلون رفعوا بالسيف هامات ذلها الرق وغسلوا بالكر عن عيونهم دنس العبودية وأزاحوا بالحرب عن رقابهم أطواق القنانة.
وكثيراً ما جهروا بكلمة حق فى وجه سلطان جائر وكثيراً ما شقوا عصا الطاعة وحاصروا السلطان وأنزلوه من قلعته وأسقطوا هيبته وأطاحوه عن كرسى ورثه عن أجداده ملكاً بعد ملك وكابراً عن كابر.
مماليك السلطان كثيراً ما استحالوا إلى ثوار يقتصون للعامة من الحاكم الجائر وينالون من زبانيته فى حومة الوغى وساحة المعارك وتحلوا فى الأغلب الأعم بأخلاق الفرسان الذين لا يطعنون فى الظهر ولا يخونون العهد ولا يستنصرون الجالس فى القلعة فى مواجهة شعبه ظالماً أو مظلوماً أما صفوت الشريف فلم يكن إلا واحداً من أغوات صلاح نصر وزبانية دولة الاستبداد الوطنى فى عهد عبدالناصر إلى أن أصبح كبير أغوات دولة مبارك حيث سيادة أخلاق القوادين ورسوخ قيم وسلوكيات خدم المنازل فالتقرب من السلطان أو الرئيس لا يكون بإسداء النصح أو الاجتهاد فى النقاش أو الاخلاص فىالعمل بقدر ما يكون بالدس للناس والتنكيل بالخصوم والجهوزية الدائمة للإطاحة بالمنافسين مهما تضاءلت أقدارهم أو تباعدت أخطارهم أو تدنت مكانتهم فاستبدلوا الكر بالليالى الحمر وساحات الوغى بقصور القوانى وهتافات النضال بطرقعات كعوب أقدام الغوانى.
عن فساد الأغا صفوت الشريف الذى خرج من سجن عبد الناصر إلى فيللات دولة السادات ثم قصور مبارك تحدثنا اعتماد خورشيد التى أغمدتها مصادفة تاريخية ما خنجراً فى جداره الذى لا يتفصد إلا سجوناً ومعتقلات ولا ينضح إلا مآسى وعذابات ظلت شاهداً على ضياع الوطن و«قهرة» و«حسرة» ناسه.
يقول صفوت الشريف أو العقيد موافى فى شهادته أمام محكمة الثورة التى شكلها عبدالناصر للوقوف على حجم إنحرافات جهاز المخابرات فى عهد صلاح نصر إنهم سيطروا عليك مقابل مبلغ 100 جنيه كما سبق أن فعلوا مع عدد من الفنانات والراقصات.. كيف ترين الأمر؟
- هذا الكلام ليس صحيحاً على الإطلاق فكيف يعقل أن أخضع لأى شخص مقابل مبلغ 100 جنيه وأنا سيدة أعمال ثرية وبنت باشا.
لكن المبلغ المطروح كبير جداً بمقاييس ذلك الزمان فنحن نعرف مثلاً أن جمال عبد الناصر أمر بالتحرى عن تاجر أنفق 100 جنيه فى ليلة فى أحد الفنادق.
- يا سيدى أنا سيدة أعمال ولدى معمل لتحميض وطبع الأفلام السينمائية وشركة إنتاج يعمل فيها كبار المخرجين والفنانين فى ذلك الوقت وتدر علىّ دخلاً لا يقل عن ألفين وربما 3 آلاف جنيه فى الشهر فكيف أفكر فى عمل علاقة حميمة مع رجل لمجرد أنه سيعطينى 100 جنيه الأمر الذى يؤكد أن صفوت الشريف كان يكذب ويحاول أن يبرىء ساحة صلاح نصر سيده وأستاذه فى فن القوادة والدليل على ذلك أنه يقول إننى حضرت إلى الفندق بسيارة مرسيدس فكيف لسيدة أعمال تركب سيارة مرسيدس أحدث موديل فى ذلك الوقت أن تخضع لإغراءات رجل يمنحها 100 جنيه.
لكن صفوت الشريف يؤكد أنك ذهبت لمقابلة المترجم كمال عيد بعد أن أوهمك بأنه رجل أعمال ليبى فى فندق شبرد بغرض التفاهم حول مشروعات تجارية وأنك اخبرته أنك على علاقة ببعض الأمريكان.
- كل هذا لم يحدث فأنا لا أعرف كمال عيد هذا ولم أقابله ولو لمرة واحدة ولم أكن أحب الذهاب لشبرد أصلاً والدليل على أن صفوت كذاب هو أنه يقول فى نفس الشهادة أننى ذهبت إلى الفندق راكبة سيارة هيئة سياسية تابعة لسفارة أمريكا وهو أمر لو كان صحيحاً لاعتقلونى بتهمة التجسس لحساب الولايات المتحدة التى كانت فى أشد لحظات العداء مع نظام عبدالناصر وصفوت يعترف فى أماكن أخرى من شهادته بأننى «رفضت الدخول مع كمال فى علاقاته غير التجارية .
صفوت الشريف يقول بعد ذلك فى شهادته أن عملية الكنترول التى لم تنجح فى المرة الأولى نجحت فى المرة الثانية مع شخص يدعى كمال الهلباوى مقابل 100 جنيه أخذها من فلوس قسم المندوبين.. كيف تردين؟
- الرد واضح من التناقض بين الروايتين فإذا كنت أنا التى رفضت الدخول فى علاقة مع رجل أعمال ليبى يدعى كمال عيد مقابل 100 جنيه فلماذا أقبل بذلك مع رجل آخر يدعى كمال الهلباوى نظير نفس المبلغ؟! لماذا قبلت فى الثانية ما رفضته فى الأولى علماً بأن هذا كمال وهذا كمال وكلاهما رجل أعمال وكلاهما يطرح علاقة مقابل الفلوس؟! هذا كلام مفترى من قواد يدعى صفوت الشريف لاهم له إلا إبراء ساحة أستاذه صلاح نصر حتى لا يضطر للإعتراف بأن صلاح نصر تزوجنى عرفياً بحضور وبشهادة وزير داخلية النظام الناصرى عباس رضوان كما تؤكد هذه الورقة التى بحوزتى بعد أن أجبر زوجى أحمد خورشيد على تطليقى بل والتوقيع على عقد زواجى منه عنوة وأنا ساعتها طلبت من خورشيد أن يطلقنى حفاظاً على حياته لأن صلاح نصر لم يكن يتورع عن فعل أى شىء لتحقيق نزواته.
وكيف بدأت علاقتك بصلاح نصر؟
- فوجئت تقريباً فى 15 أكتوبر 1964 بتليفون من سنية قراعة الكاتبة الإسلامية التى قدمت سيناريو فيلم «رابعة العدوية» تخبرنى بوجود شائعة بأننى سوف أهاجر وأبيع الاستديو فقلت لها «فعلاً.. أنا قرفت من البلد بعدما سرقوا الاستديو الألوان بتاعى اللى جاى من ألمانيا.
وهنا أخبرتنى سنية بوجود شخص يدعى سمير بيه عايز يشتريه منى فقلت لها ييجى يتفرج وفعلاً فوجئت بحضوره ومعه حمدى الشامى وعلى أحمد وسنية قراعة وزوجها اللواء دكتور شهدى وفوجئت بسمير بيه الذى عرفت بعد ذلك أنه صلاح نصر مدير المخابرات يطلب منى أن أزوره فى البيت مؤكداً أن زوجته بانتظارنا للتعرف علىّ فأخبرت زوجى أحمد خورشيد وذهبت معهم إلى فيللا على ترعة المريوطية هى نفس الفيللا التى قتل فيها عبدالحكيم عامر بعد ذلك بسنوات وهناك لقيت عدداً من الوزراء من بينهم ثروت عكاشة وعباس رضوان طبعاً إضافة إلى صفوت الشريف الذى كنت أراه لأول مرة وعندما رفضت تحقيق مآربه الدنيئة كشف لى عن هويته قائلا «أنا صلاح نصر مدير المخابرات» ولأنى لم أكن أعرف يعنى إيه مخابرات قلت له «يعنى أنت بتاع مصلحة التليفونات» فنادى على حمدى الشامى أحد مساعديه وقال «وديها على الغلاية» وهى عبارة عن حمام سباحة فيه أحماض يمكن أن تذيب بنى آدم ويستخدم لتعذيب السجناء السياسيين وعندما شاهدت ما يحدث أغمى علىّ ونقلونى بسيارة الإسعاف على فيللتى بالهرم فأصيب زوجى بذبحة صدرية فتوقف تصوير فيلم «العنب المر» بطولة لبنى عبد العزيز وأحمد مظهر الذى زارنا فسأله خورشيد «انت تعرف واحد اسمه صلاح نصر» فقال له مظهر «يا خبر أسود ما تجيبش سيرته لحسن تروح ورا الشمس» ولم تكن هذه سوى البداية فقد عاد مجدداً لحياتنا وأجبر زوجى على تطليقى وأصر على الزواج منى.
فى ذلك اليوم رأيت لأول مرة شخصاً يدعى صفوت الشريف.. ماهى مهمته بالضبط؟
- شفته لأول مرة فى الفيللا وبعد ذلك لاحظت أن دوره ينحصر فى خدمة صلاح نصر.. يصب له الويسكى.. يشيل له الكاس.. يعنى ماحستش أن ده ضابط لكن حسيت أنه زى السكرتير أو الخدام.
صفوت الشريف يشكك فى رواية زواجك من صلاح نصر مؤكداً أن مدير المخابرات لم يظهر فى الصورة بالنسبة لهذه العملية بل إن الذى ظهر فى الصورة هو حسن عليش رئيس جهاز الأمن القومى آنذاك.. ما الذى يدفعه للتشكيك فى روايتك؟!
- هذه هى ورقة زواجى بصلاح نصر بتاريخ 23/4/1965 وشهدت على صحتها محكمة الثورة عام 68.. كل هذا كذب من صفوت الذى يهدف للإنتقام منى لأننى شهدت عليه هو وأستاذه وأبلغت عنهما عبد الناصر وقلت له إنهما يدبران مكيدة للإطاحة به لصالح عبد الحكيم عامر فألقى القبض عليهما وبدأ فى محاكمتهما واتباعهما أمام محكمة الثورة فى قضية انحرافات جهاز المخابرات أى أن صفوت الشريف لم ينس لى أننى تسببت فى سجنه وتجريده من امتيازاته كرجل مخابرات وإحالته للمعاش مبكراً وهو برتبة عقيد وحكاية ان صاحب أمر الكنترول هو حسن عليش أمر غريب لأنى لم أكن أعرف من هو حسن عليش من أساسه فكل اللى أعرفه هو صلاح نصر وطبعاً صفوت الشريف لأنه كان «يعتبر القواد بتاعه يعنى باختصار اللى بيجيب له النسوان لزوم المزاج».
كنت صديقة لسعاد حسنى وزوجة لصلاح نصر.. ماهى ملابسات تجنيدها كما تذكرين؟
- سعاد كانت صاحبتى وحكت لى كل شىء عن عملية الكنترول اللى حصلت لها وهى مرعوبة ومنهارة ومش عارفة تعمل إيه.. حكت لى إزاى استدرجوها عن طريق شاب أوهمها بأنه فرنسى لشقة من شقق المخابرات وصورها ودخل عليها صلاح نصر هو وحسن عليش أثناء العملية الجنسية فأغمى عليها وصحيت لقت نفسها فى مبنى المخابرات ملفوفة فى بطانية وقالت لى وهى بتبكى أن جالها شلل مؤقت فى رجليها استمر أكثر من شهر لما فرجوها على الفيلم.
وماهى رواية صلاح نصر كما حكاها لك؟
- حكى لى تفاصيل عملية الكنترول وازاى استخدموها بعد كده فى التجسس على القادة والمسئولين العرب خصوصاً فى فندق فلسطين فى القمة العربية فى صيف سنة 64 على ما أتذكر.
وماذا عن علاقتها بصفوت الشريف الذى يؤكد فى التحقيقات أنه كان على اتصال دائم بها؟
- فعلاً صفوت الشريف ما يفوتش حاجة زى دى.. البنت جميلة جداً والأهم من ده إنها مصدر رزق ما يتسابش.
يعنى إيه مصدر رزق؟
- يعنى صفوت الشريف ما كانش بيكتفى بمتعته الشخصية لكنه كان بيستفيد من سعاد ويقاسمها فى كل ما تحصل عليه من أموال وهدايا من الأمراء والقادة العرب وطبعاً كله شغل ومن أجل الوطن يهون الغالى والرخيص.. ده قواد من يومه.. بدأ قواد وانتهى قواد.
لكن هذه معلومات أم استنتاجات من واقع خبرتك بطبيعة شخصية صفوت الشريف؟
- هذه معلومات من «بق» سعاد حسنى اللى ما كانتش بتخبى علىّ حاجة لأنها قصاد كل القهر ده كانت محتاجة اللى تفضفض معاه وما كانتش لاقية غيرى تحكى له.. حكت لى أن صفوت بعد العملية راح لها البيت وأخذ لها هدية دهب وعمل علاقة غرامية معاها وبعدها شغلها لحسابه.. تطلع فى الاوتيلات وتديله النص.. يعنى كان بيقاسمها فى كل حاجة.
ماذا عن الفنانات الأخريات؟
- كثير من الفنانات تم تجنيدهن عن طريق كنترول صفوت الشريف مثل «ل . ط»، «آ . ف» ، «ك . ش»، «ر - ج» والمغنية «ش.م» و»ل.ج» وطبعاً «م.ص» التى كانت حبيبة حسن عليش علشان كده أصر أنها تلعب دور البطولة فى أحد الأفلام المهمة التى تحكى قصة مناضلة عربية الذى تمت صناعته بفلوس المخابرات.
انت متأكدة أن هذا الفيلم من تمويل مخابرات عبدالناصر؟
- طبعاً واللى حكى لى هذه المعلومة هو صلاح نصر شخصياً.
هل هناك دور محدد لصفوت الشريف مع هؤلاء؟
- كل هؤلاء كان يقوم صفوت الشريف بتصويرهن ويسيطر عليهن وبعدها يستغل هذه الأفلام ويبيعها فى بيروت بالعملة الصعبة من وراء ظهر صلاح نصر ناهيك عن الفلوس اللى بيقاسم كل واحدة فيها بعد كل عملية فمثلاً «ن.ف» كانت تطلع ترقص وتنزل تقسم الفلوس مع صفوت اللى كان بيستناها على باب الأوتيل.
لكن هناك فنانات أثرن الرحيل هرباً من هذا المصير.. هل هذا صحيح؟
- فاتن حمامة هربت عند ابنها الذى يقيم مع والده الممثل العالمى عمر الشريف فى باريس أما «ل.ع» فأنا نجحت فى إنقاذها فلما جاب صلاح نصر سيرتها معايا قلت له « أوعى تقرب لها.. دى عندها سل» فقال لى «يانهار أسود.. ابعدى عنها خالص» وأنا عملت كده لأنها كانت صاحبتى جداً هى وجوزها فى ذلك الوقت رمسيس نجيب الذى كان شريكى.
هل أخبرتها بعد ذلك؟
- طبعاً لأ.. لأنى ماكنتش أقدر أقول إن صلاح نصر عايش فى بيتى.
فى التحقيقات جاءت سيرة الموسيقار الكبير «م.ع» وأن صلاح نصر كان يقيم علاقة حميمية مع زوجته «ن . ق» من وراء ظهره.. هل اعترف لك صلاح نصر بذلك؟
- لا.. اللى شافت الحدوتة دى أشجان زوجة أحد اللواءات فى شهادتها أمام محكمة الثورة وقالت إنها رأت صلاح نصر يتسلل الى غرفة نوم «ن .ق» زوجة الموسيقار الكبير وهو غير موجود وصفوت الشريف كان بيصور فى بيته ونجح فى تهريب فلوس «ن . ق» للخارج رغم أن ذلك كان من المحاذير الكبيرة فى ذلك الوقت طبعاً بأوامر من أستاذه ومعلمه صلاح نصر الذى كان على علاقة بها.
سمعنا عن حفلات «النيرفانا» أو «التسامى الروحى».. هل كنت تحضرين هذه الحفلات؟
- بعض هذه الحفلات كان يقام فى بيتى ويحضرها عدد محدود من الوزراء والشخصيات العامة إضافة إلى عدد كبير من الفتيات والممثلات والمطربات الجميلات خصوصاً المجندات من قبل المخابرات وكان مسموحا فى هذا النوع من الحفلات بأى شىء بدءاً من الجنس مروراً بالمخدرات وانتهاء بالشذوذ.
من هم الوزراء الذين كانوا يترددون على هذه الحفلات؟
- أبرزهم عباس رضوان وزير الداخلية وثروت عكاشة وزير الثقافة وعثمان أحمد عثمان متعهد توريد الويسكى للحفلات الخاصة إضافة لعبدالحكيم عامر وشمس بدران وطبعاً صلاح نصر وشلة القوادين وعلى رأسهم صفوت الشريف مسئول توريد «المزز»
يعنى أنت شاهدت المشير وهو يمارس الجنس مع سيدات فى حفلات النيرفانا.
- عبدالحكيم عامر لم يكن يمارس الجنس أمام الناس لكنى شاهدته كثيراً يصطحب سيدات إلى غرف نوم فى الدور العلوى وكان بيحب يتفرج على أفلام الشذوذ وعلى شذوذ الفنانات اللى كان بيحصل قدامى على الطبيعة ولازم أقعد اتفرج علشان أتّزل.
طبعاً كان هذا قبل أن يتزوج بالفنانة برلنتى عبدالحميد؟
- المشير لم يتزوج برلنتى عبدالحميد لا رسمياً ولا عرفياً.. صحيح أنها أنجبت منه لكنها لم تتزوجه والدليل على ذلك أن حسين الشافعى نائب رئيس الجمهورية الراحل ورئيس محكمة الثورة فى ذلك الوقت سألنى «تعرف إيه عن برلنتى؟!» أى أنهم لم يكونوا يعرفون أنها زوجته وإنما كانت رفيقته فأخذوها فى المخابرات وضربوها وعدموها العافية وسألوها «كنت بتعملى إيه مع المشير» لكن بأوامر من عبدالناصر عملوا لها شهادة باسم عمرو عبدالحكيم عامر بعد كده.
صلاح نصر لم يحدثك عنها باعتبارها زوجة المشير أبداً؟
- طبعاً لا.. كان كل كلامه معايا أنها رفيقة عبدالحكيم والدليل على ذلك أنها خسرت القضية التى رفعتها على الصحفى عبدالله إمام رئيس تحرير العربى الناصرى عندما طالبها بإثبات الزواج وقال لها «فين الورقة؟!» فعجزت عن إحضارها واضطرت للتصالح معه بشوية فلوس علشان يكفى على الخبر ماجور.
برلنتى عبدالحميد اتهمتك بتشويه تاريخ مصر وأنك فرضت نفسك على المسئولين مقابل أجر.. كيف تردين؟
- أنا وبرلنتى كنا أصحاب جداً لذلك رشحتها لبطولة فيلم «غرام الأسياد» وكانت فرحانة جداً بالدور لكن رمسيس نجيب شريكى أصر على أن تلعب لبنى عبدالعزيز زوجته فى ذلك الوقت الدور وما اقدرتش أرفض فاعتذرت لبرلنتى التى شنت حرباً شعواء علىّ من هذا اليوم وردت لى الجميل لما عاد المشير من سوريا بعد فضائح الإنفصال فقدمها له صلاح نصر للتسرية عنه لكنها نجحت فى احتوائه وأنجبت منه طفلاً وقررت استخدام صداقتها بصلاح نصر للانتقام منى وهذا ما حدث.

تسببت فى سجن صلاح نصر وصفوت الشريف.. كيف؟ ومتى؟
نعم فقد شهدت عليهما أمام محكمة الثورة عام 68 فى قضية انحرافات جهاز المخابرات وهى القضية التى استند المحققون فيها إلى أقوالى كشاهدة إثبات رئيسية فى تحديد الاتهامات التى تطال صلاح نصر وأعوانه خصوصا العقيد موافى أو صفوت الشريف ومنها جناية تسهيل استيلاء الغير على أموال الدولة واستغلال النفوذ وهتك العرض بالقوة والقبض على الأشخاص بدون وجه حق وتعذيبهم فحكم على صلاح نصر بالسجن لمدة 15 عاما وحكم على صفوت بالسجن لمدة عام.
لكن كيف تجرأت ووقفت ضد صلاح نصر وعصابته؟
- السبب فى ذلك هزيمة 67 فبعدها بعدة أيام رأيت جمال عبدالناصر يبكى فى التليفزيون ويعلن تنحيه وأنه يتحمل وحده مسئولية ما حدث فأخذت أصرخ وقررت أن أقابل الرئيس بأى وسيلة بالرغم من القطيعة التى حدثت بينى وبينه بعد ان خرجت عن طوعه وعملت بالسينما وتزوجت أحمد خورشيد وتركت صديق عمره خالد الريس وقلت لنفسى مافيش غير حسن ابراهيم عضو مجلس قيادة الثورة ممكن يوصلنى فذهبت إليه وحكيت له مؤامرات صلاح نصر وصفوت الشريف ضد الرئيس لصالح عبدالحكيم عامر فاتصل حسن ابراهيم بالرئيس جمال وقال له اعتماد خورشيد عندى وعندها معلومات خطيرة عن صلاح نصر والمشير وهى مصممة تقابلك فقرر أن يرسل لى سيارة من الرئاسة وفعلا وجدت نفسى بعد ساعة فى منزله فى منشية البكرى حيث أخبرته بحقيقة مؤامرتهم عليه كما سمعتها منهم وسردت له كل تفاصيل الفساد والاستبداد الذى يمارسونه فى البلد فأصيب ناصر بذهول ونظر إلى مشدوها وبدأ يثور وهو يردد «معقول.. معقول.. احكى لى كل اللى تعرفيه» فرويت له أسرار علاقات المشير بالعديد من الفنانات ابتداء من المطربة العربية «و» إلى الممثلة «ب» والراقصة «ث.ع» ودورهم فى تجارة البضائع المستوردة التى كان الضباط يحضرون ها معهم من اليمن وتصاريح السيارات «النصر» التى كانوا يحصلون عليها بأسماء أسر الشهداء وأذونات الخشب والحديد والأسمنت بأسماء وهمية بإشراف على شفيق مدير مكتبه وزوج الفنانة مها صبري.
وهل صدقك عبدالناصر؟
- طبعا صدقنى لأنى أخبرته بتفاصيل لا يعرفها إلا هو وصلاح نصر خصوصا عندما كان يقول أنا باحكم مصر.. أنا باحكم عبدالناصر اجعله ينام ويصحى بأمرى وكثيرا ما كان يتصل بك يا سيادة الرئيس من تليفون بيتى فى الهرم ويبلغك حاجات كذب ويقول لى شوفى ازاى باضحك على عبدالناصر.. تحبى أوديه برج العرب بكره أما أكثر شيء غاظ عبدالناصر فهو واقعة الذهب الذى أحضره صلاح نصر ومعه صفوت الشريف ليدفن فى الغيط التابع لمعمل التصوير المجاور لفيللتى فى الهرم الساعة 2.30 بعد منتصف الليل وطلب دفن شوية شكاير ذهب حوالى 5 ملايين جنيه وقال لى مفيش مكان أأمن من عندك هندفنهم كام يوم قبل ما نسفرهم للخارج فقال الرئيس بسخرية «صلاح وحكيم كانوا بيصوروا لى أن البلد كلها عاوزة تقتلنى وانهم هم بس اللى بيحافظوا على حياتى» وساعتها قرر عبدالناصر اعتقال صلاح نصر وعين أمين هويدى رئيسا لجهاز المخابرات بعد وفاة المشير عامر مباشرة وطلبونى للشهادة ضده فى 1968 ولما طلبت اسافر بيروت قال لى عبدالناصر «خلصينى من صلاح نصر وسافرى بيروت يا اعتماد أنا كنت فاكره قديس علشان كده سلمته الامانة دي».
عرفنا أن هناك علاقة إنسانية كانت تربطك بعبدالناصر قبل أن يصبح رئيسا.. كيف بدأت؟
- بدأت العلاقة أسرية فى الاسكندرية فهناك جمعت عبدالناصر صداقة قوية مع رجل فلسطينى فدائى يدعى خالد الريس وحسن ابراهيم الذى أصبح فيما بعد عضوا بمجلس قيادة الثورة وخالى المهندس عبدالعزيز ستاتى الذى كان يتولى تربيتى بعد انفصال والدى عن والدتى وزواجه بامرأة أخرى ولما توفى خالى فى حادث انفجار القطار المتوجه إلى فلسطين سنة 46 حزنت بشدة ولم أجد أمامى إلا عبدالناصر الذى كان يعطف على ولما استغل أبى الموقف وأخذنى لحضانته بالقوة فى المنصورة أنا وأخى حيث تعرضت لتعذيب بشع على يد زوجة أبى أنقذنى عبدالناصر وأبلغ النيابة وبعدها أقنعنى عبدالناصر بأن أتزوج خالد الريس على الورق فقط فتزوجته وأنا طفلة بموافقة زوجته التى كانت بمثابة أم لى وأذكر أن خالد الريس كان الممول الرئيسى للعمليات الفدائية التى كان يقوم بها عبدالناصر وحسن ابراهيم وتنظيم الضباط الأحرار وأنا بنفسى شاهدت «أشولة» البرتقال المعبأ بالقنابل القادمة من فلسطين لجمال عبدالناصر على متن سيارات محمد سالم التى يملكها الريس وتحية عبدالناصر نفسها اعترفت بحكاية أشولة البرتقال والقنابل بعد الثورة.

بمناسبة تحية هل صحيح أنها كانت حب عبدالناصر الوحيد أم أن له قصص حب أخرى كما يقول البعض؟
- لا طبعا فحب عبدالناصر الحقيقى كان لبنت يهودية اسمها «نيليانا» بنت تاجر قطن اسمه ليشع باخوم وهى لم تكن تبادله الشعور فقد كانت مهووسة بأحمد خورشيد المصور السينمائى الذى أصبح بعد ذلك زوجى وقد تعرفت عليه عن طريق شقيقها وابن عمها اللذين كانا يعملان مساعدين له فى فيلم «السبع أفندي» وعبدالناصر أحس بتعلقها بخورشيد ولذلك لم يغفر لى محاولتى للعمل معه فى مجال السينما لدرجة أنه ضربنى قلمين لما عرف إنى رحت له الاستديو لكن خالد الريس دافع عنى وأذكر أنه فى مرة من المرات كان جايب أكياس دهب لعبدالناصر لزوم تمويل العمليات وكنت بالصدفة موجودة أنا ونيليانا التى كانت فتاة ذات شعر أحمر وعيون خضراء يعنى ملكة جمال الدنيا ولما لمحت أكياس الذهب فتح خالد الريس كيس وادانى كبشة وادى لنيليانا كبشة فغضب عبدالناصر جدا واتهمه بتبديد فلوس الشغل.

إذا كان عبدالناصر قد أحب نيليانا قبل زواجه من تحية فلماذا لم يتزوجها؟
- عبدالناصر فكر بطلبها للزواج لكنه تراجع لأنه مسلم وهى يهودية والأهم من حكاية أنه مسلم أنه ضابط جيش والكارثة اليهودية بدأت فى فلسطين وهو حكى لى أنه تعرف عليها عندما عاش فى حارة اليهود فى الخرنفش مع قرايبه وانها اقتحمته بجرأة غير معهودة لدرجة أنها كانت بتغازله.

لكن هل استمر على علاقة بها؟
- استمر على علاقة بها فى الخفاء حتى بعد أن تولى الرئاسة وعرفت أنه شغلها كمربية لأولاده فقد أحضرها إلى منشية البكرى لتعليم تحية أصول الإتيكيت باعتبارها مواطنة ألمانية لكنه اضطر للتخلى عنها بعد نكسة 1967 فسافرت إلى فرنسا بعد ما حذرته المخابرات من أنها ممكن تكون جاسوسة إسرائيلية.

كيف عرفت بكل ذلك وعلاقتك بعبدالناصر كانت مقطوعة؟
- فعلا علاقتى بعبدالناصر انقطعت تقريبا بعد زواجى من خورشيد لدرجة أنه لم يرد على برقية التهنئة التى أرسلتها له بعد نجاح الثورة لكن الذى أخبرنى بذلك هو أخوه غير الشقيق مصطفى الذى لم يكن عبدالناصر يحبه وكان مسميه «بليع « وأذكر أنه قال لى مرة «أولاد الريس جمال عاوزين يشوفوكى» فعزمتهم على مسرحية لاسماعيل يس. ومصطفى هو اللى قال لى تصورى يا اعتماد ان جمال جايب واحدة خواجاية تعلم تحية الاتيكيت.. واحدة حلوة بيضة وشعرها أحمر وعيونها خضراء وتحية متضايقة منها جدا وبدأت تغير.

ذكرت فى كتابك حكايتى مع عبدالناصر أن صلاح نصر وعبدالحكيم عامر هددا بفضح علاقة عبدالناصر بنيليانا اليهودية؟
- أثناء تحقيقات محكمة الثورة استدعانى الريس جمال وطلب منى انى أقول كل حاجة عملها معايا صلاح نصر لحسين الشافعى وقال لى المجنون كان عامل شبكة تصنت على وبيهددنى فاكر أنه ماسكنى من زمارة رقبتى بموضوع نيليانا.

فى التحقيقات دافعت عن مصطفى أمين وقلت إنه برىء من تهمة العمالة للمخابرات المركزية الأمريكية cia ؟
- كنت أقول الحقيقة أمام المحكمة فصلاح نصر كان يكره مصطفى أمين جدا وغيران جدا من حب شادية له وزواجها منه وكان يكرر أمامى أنه هيلفق له تهمة وفعلا لفق له تهمة العمالة للولايات المتحدة لكن الغريب أن مصطفى أمين رد لى الجميل بشكل مختلف تماما فبعد كتابى الأول شاهدة على انحرافات صلاح نصر كتب يهاجمنى مدعيا إن نصف كلامى حقيقى ونصفه شائعات رغم أنه هو اللى كتب مقدمة الكتاب والسبب فى ذلك الهجوم كما أخبرنى بعد ذلك إنى قلت إنه متجوز شادية وكان نفسه أقول أنهم أصدقاء أو حبايب من غير جواز.

هل صحيح انك كنت السبب فى اعتقال الشيخ كشك؟
- هذا صحيح فالشيخ كشك عرف بقصة زواج صلاح نصر الباطل منى وإجباره لزوجى أن يطلقنى فاتهمه بالكفر والزندقة فقبض عليه ووضعه فى المعتقل.

فى كتابك أسرار المحاكمة تتهمين صلاح نصر بالوقوف وراء ما تعتبرينه جريمة اغتيال الملك فاروق.. كيف حدث ذلك؟
- كنت مع صلاح نصر ليلة تنفيذ عملية الاغتيال التى تمت تحت إشراف صديقه مدير المخابرات الإيطالية وعبر مجموعة من رجاله على رأسهم اللواء «أ.ب» وأذكر هذه الليلة كما لو كانت بالأمس فقد حضر صلاح نصر كعادته فى المساء وتحديدا فى الساعة الثانية بعد منتصف ليلة 19 مارس 1965 زائغ العينين واحتسى العديد من كؤوس الويسكى دفعة واحدة وفجأة قال لى أنا مستنى مكالمة مهمة جدا من الخارج ثم اعترف لى «فاروق سيموت الليلة» ولم يمر وقت طويل حتى فوجئت بتليفون فأسرعت بالرد وكان المتحدث يتكلم باللغة الإيطالية فناولته السماعة وبدأ صلاح نصر يحادثه بالانجليزية وأعقب ذلك مكالمة أخرى من «أ.ب» قائد العملية يسأله فيها كيف سنتصرف فى الجثة؟! وبعدها اتصل صلاح نصر بالمشير وهنأه على نجاح العملية قائلا «خلصنا من الكلب تتصل انت بالرئيس ام أبلغه أنا؟!» فقال له المشير «أنا اللى أبلغه».

هل حكى لك ملابسات عملية الاغتيال؟
- قال لى إنهم قدروا يوصلوا إلى صديقة الملك الإيطالية وتدعى آن ماريا جانى وهى شقراء فى غاية الجمال وعمرها لا يتجاوز 18 عاما وتعمل بمحل كوافير ووالدها سائق تاكسى من نابولى وكانت تحاول أن تصبح ممثلة وتعرف عليها فاروق بعد فشلها فى مسابقة للجمال وأخبرنى صلاح نصر أنها ساعدتهم فى وضع سم «الاكونتين» فى طبق المحار الذى تناوله فى قاعة سانت ترويز بمطعم بلدير دى روز واختاروا هذا السم لأن آثاره لا تظهر فى الجسم بعد التشريح نظير مبلغ مليون دولار نقدا وبعد أن تناول الملك طعامه المكون من طبق المحار وشريحتى لحم وبطاطس محمرة وبقول فرنسية أشعل سيجارا ولكنه لم يأخذ منها إلا نفسا واحدا وبعدها ارتمى فى أحد أركان القاعة.

لكن إذا كان منفذ العملية هو اللواء «أ.ب» بواسطة عشيقة الملك ونظير مليون دولار فما هى علاقة مدير المخابرات الإيطالية بالاغتيال؟
- دور مدير المخابرات الإيطالية جاء بعد ذلك عندما اعتبر أن الوفاة تمت بسبب نوبة مرضية فى المخ وارتفاع فى الضغط بسبب الوزن الزائد رافضا تشريح الجثة واعتمد التشخيص الأولى للأطباء.

هل جسدت السينما قصة حياتك؟
- لم تجسد قصتى بالضبط لكن أذكر أننى تحدثت مع إحسان عبدالقدوس سنة 78 تقريبا بعد عودتى من باريس وحكيت له قصتى مع صلاح نصر وصفوت الشريف وطلبت منه أن يكتب لى مذكراتى لكنه طلب مبلغا كبيرا لم يكن لدى فى ذلك الوقت.

كم المبلغ بالضبط؟
- حوالى 10 آلاف جنيه وقد كان مبلغا كبيرا جدا فى منتصف السبعينيات فقلت له مش هاقدر يا احسان.

هل هناك كتاب آخرون تأثروا بحكايتك؟
- نجيب محفوظ أشهر هؤلاء فقد كتب رواية الكرنك خصوصا مشهد التعليق والغلاية من قصتى التى حكيتها له بعد خروجى من المحكمة 1968 عندما زارنى فى شقة الزمالك وكذلك المخرج سعيد مرزوق الذى أعتقد أنه أخرج فيلم المذنبون مستلهما قصتى التى حكيتها له فى شقة الزمالك حيث كان يزورنى بانتظام.

هل صحيح أن صفوت الشريف سرق منك فكرة مدينة الإنتاج الإعلامي؟
- نعم فبعد عودتى من لبنان سنة 81 طرحت على حسن ابراهيم عضو مجلس قيادة الثورة وصديق العائلة فكرة إنشاء مدينة للانتاج الإعلامى بالاسكندرية وتحديدا فى منطقة العامرية التى كانت منطقة حرة على مساحة 16 ألف متر تضم 3 بلاتوه وفندقا على أحدث طراز للممثلين والفنيين فوافقنى لأنه يعرف ظروفى ويعرف أننى ظلمت وأن صلاح نصر تسبب فى ضياع أغلب ممتلكاتى فدفع 100 ألف جنيه للمهندس حسين صبور لعمل دراسة جدوى للمشروع لكن للأسف صفوت الشريف عرف بالمشروع وقرر ليس فقط أن يوفقه ولكن أيضا أن يسرقه وينفذه هو فى أكتوبر تحت مسمى مدينة الإنتاج الإعلامى ففوجئت بتليفون من حسن ابراهيم يخبرنى فيه أنه فشل فى استصدار الترخيص بضغوط من صفوت الشريف فانخرطت فى بكاء ولكنه قال لى ماتبكيش يا اعتماد ربنا هينتقم لك منه.

هل استمرت ملاحقات صفوت الشريف لك بعد أن أصبح وزيرا للإعلام وازداد نفوده؟
- ظل يلاحقنى ويمنع نشر أى كتاب يتناول سيرته خصوصا كتاب أسرار المحاكمة الذى ضم اعترافاته أمام محكمة الثورة لدرجة أنه أمر باعتقال حاتم صاحب المطبعة وحوله للنيابة العسكرية بتهمة نشر أخبار المخابرات بدون تصريح وصادروا كل نسخ الكتاب وأرسلوا لى طلب استدعاء للمثول أمام المحكمة فتوجهت إلى فؤاد باشا سراج الدين زعيم حزب الوفد فنصحنى بعدم الذهاب للمحكمة ثم نجحت فى الاتصال بكمال خالد عضو مجلس الشعب فى دمياط وأكد لى أنه سيأتى للمحكمة غدا صباحا وهناك رفضت دخول القفص بحجة المرض فأجلت المحكمة القضية شهرا بعد آخر ثم أصدرت حكما بحبسى لمدة عام مع إيقاف التنفيذ.

بعد الثورة هل جاء الدور عليك لتلاحقيه؟
- شوف أنا سجنت صفوت الشريف بشهادتى سنة 1968 وسأسجنه بشهادتى برضه بعد نجاح الثورة فى 2011.

الاثنين، 21 مارس 2011

أحمد المسلمانى يكتب: الأسطول السادس


قابلت الرئيس معمر القذافى ذات خريف قبل سنوات، كنت ضمن وفد مصرى ذهب للمشاركة فى احتفالات ثورية. وكان الراحل النبيل الدكتور محمد السيد سعيد قد كلفنى بعمل بحث عن «حقوق الإنسان فى ليبيا»، وقد نشرته لاحقاً فى كتاب صدر لى عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. أثناء إعداد البحث جاءتنى دعوة ليبيا وكنت أعرف أنى لن أدخلها بعد نشر البحث.. ومن ثم فإن هذه الدعوة هى فرصتى الأولى والأخيرة.

■ ■ كنت أفكر طيلة الوقت.. من هو القذافى هل يمكن لرجل بهذا المستوى أن يحكم دولة واسعة مثل ليبيا؟.. إن القذافى يبدو شخصاً غير طبيعى.. وهو يتحدث كثيراً ولا يقول شيئاً.. وهو يقدم حالة استعراضية من الكلام «قذافى شو» أكثر مما يقدم خطاباً سياسياً مسؤولاً أو موزوناً.. من يكون هذا الرجل؟.

إننى أتذكر الآن ذلك التعبير الأخاذ الذى صاغه الرئيس الكوبى فيدل كاسترو عن الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن «كل ما أخشاه أن يكون هذا الرجل بالغباء الذى يبدو عليه»!

(١)

أقمنا فى «الفندق الكبير» فى العاصمة طرابلس على شاطئ البحر المتوسط، وحين تجولت على كورنيش طرابلس.. كانت صدمتى كبيرة فى حالة الفقر الشديد الذى يعانيه عدد كبير من الليبيين هنا ليس بالخليج العربى، لا مظاهر للثراء ولا أثر للنفط.. وقد استقبلت فى ساعة واحدة عشرات المتسولين الليبيين الذين يطلبون الصدقات والإحسان!

كان ينبعى أن يكون الشعب الليبى أغنى شعوب العالم، إنه يملك أكبر ثروة على عدد قليل من السكان فى دولة ساحلية سياحية معتدلة المناخ والبشر.. كان ينبعى أن تكون ليبيا سويسرا العالم العربى حتى لو لم يفعل الشعب أى شىء غير الإنفاق والاستمتاع.

كان دخل ليبيا من البترول عام ١٩٨٠ يزيد على العشرين مليار دولار.. استقبلت ليبيا فى أكبر ثروة استقبلها شعب على مدى ثلث قرن، لكن نجاح القذافى كان مذهلاً فى تبديد أكبر ثروة فى التاريخ!

ضاعت وعود القذافى بتقسيم عائدات النفط وحلت محلها طوابير المتسولين أمام الجمعيات التعاونية.. وكلما بدأت ملامح طبقة وسطى أو ملامح طبقة من القادرين كان القذافى يدعهم حتى يصلوا إلى قرابة أهدافهم.. ثم يسحقهم ليعودوا إلى الصفر من جديد!

وفى عام ١٩٩٦، أعلن القذافى عن «عمليات التطهير» ألقى القبض على رجال الأعمال وأصحاب المحال والعقارات والمصانع، وأقام لذلك الهدف ألفاً ومائتى لجنة تطهير وإحدى وثمانين محكمة عسكرية!

(٢)

غادرت العاصمة طرابلس إلى مدينة سرت حزيناً على ما رأيت، وفى مطار سرت تضاعف ذلك الحزن.. دخلت إلى صالون الاستقبال من أجل بعض الراحة وبعض الشاى.. وكان الفيلسوف الفرنسى الشهير روجيه جارودى قد سبقنى إلى الشاى وإلى الجلوس.. كان من حظى أنى قضيت الوقت مستمعاً إلى جارودى.

كان جارودى يتحدث إلىّ بإنجليزية سهلة عن السياسة والسيايين.. ولقد صدمنى رأى جارودى فى القذافى.. قال لى: «إن القذافى سياسى ومفكر.. وهو صاحب رسالة صعبة فى زمن صعب» لم تكن ملامح جارودى بالصدق الكافى وهو يمتدح معمر القذافى، وقد قابلت جارودى مرة ثانية فى طريق العودة إلى مطار سرت وكان جارودى لايزال على موقفه.. وقد عرفت فيما بعد أن الفيلسوف الفرنسى الكبير كان يتقاضى أموالاً من القذافى.

(٣)

قابلنا الرئيس القذافى فى خيمة فاخرة.. ولو كانت الخيام كالفنادق تقاس بالنجوم.. لقلت إن خيمة القذافى مائة نجمة.. ولكن القذافى بدأ حديثه بالقول: إننى قائد بسيط أعيش فى خيمة متقشفة!

كانت تلك العبارة هى افتتاحية خطاب عبثى امتد ثلاث ساعات لم يكن هناك رابط واحد بين كل ما يقول إلا «العبث».. وبينما يواصل القذافى نوباته الكلامية.. توقف فجأة ثم قال: لماذا أنتم هنا؟.. ماذا تفعلون فى هذه الخيمة؟.. إن العدو أمامكم فلماذا لا تواجهونه؟.. لماذا جئتم بالطائرة من القاهرة إلى تونس ولماذا دخلتم إلى طرابلس عن طريق البّر؟.. الثائر الحقيقى لا يخاف.. عليكم أن تكسروا الحظر الجوى علينا.. الآن بعد أن تخرجوا من الخيمة عليكم أن تركبوا الطائرة من سرت إلى القاهرة.. وأن تواجهوا الأسطول السادس الأمريكى.. ماذا سيحدث لكم؟.. لا شىء.. سيضربكم الطيران الأمريكى.. ستموتون.. نعم سوف تموتون، ولكنكم ستموتون أبطالاً.. بدلاً من أن تعيشوا خائفين من أمريكا!

(٤)

لا يؤمن القذافى بقيمة الحياة إلّا له ولأبنائه.. الموت للشعب من أجل أن يعيش القائد.. بل الموت للوطن من أجل أن يحيا الزعيم.. إن أول ما يفكر فيه القذافى تجاه أى رأى مخالف هو الموت.

لا يعرف القذافى أى تدرج فى الخلاف أو العقاب.. وحين تولى السلطة فى عام ١٩٦٩ أصدر قانوناً بإعدام كل من تعتقد السلطة أنه يقاوم الثورة، وفى عام ١٩٧٢ أصدر قانون «تحريم الحزبية» والذى يقضى بإعدام كل من يشكل حزباً سياسياً، ثم أصدر قانوناً بإعدام كل من يخالف سعر الصرف السائد، ثم كان «قانون تعزيز الحربية».. والذى يقضى بإعدام كل من تشكل حياته خطراً على المجتمع!

كان القذافى مجرماً فى تنفيذ تلك الأحكام.. وكان يتوسع فيها بلا خوف أو رادع.. وفى عام ١٩٨٤ أمر القذافى بإعدام طالبين أمام زملائهما.. الأول فى فناء كلية الزراعة والثانى فى فناء كلية الصيدلة.. ولما تظاهر الطلاب أطلق عليهم الرصاص، وفى عام ١٩٩٦ أطلق الأمن الليبى النار على الجمهور الذى حضر مباراة لكرة القدم بين فريقى الأهلى والاتحاد بعد أن ردد الجمهور هتافات سياسية.. وكانت نتيجة المباراة مقتل خمسين وإصابة خمسمائه!

(٥)

أصبحت ليبيا جماهيرية بلا جماهير.. ودولة بلا رموز.. لا أغنياء ولا أقوياء ولا ساسة ولا مفكرون ولا نجوم.. تم إطفاء ليبيا بكاملها من أن أجل يضىء معمر القذافى.

ولقد نشر القذافى حالة من «السّفَهْ الفكرى».. مزيج من خرافات حول المؤتمرات الشعبية واللجان الثورية والقائد الملهم.. يرى القذافى فى نفسه زعيماً أكبر من بلاده، وكان يرى نفسه جديراً بحكم مصر.. ومنها يحكم العالم العربى.. ثم إنه رأى نفسه جديراً بحكم أفريقيا، فأعلن نفسه ملكاً على ملوكها.. ثم أنه رأى نفسه أميراً للمؤمنين، فكان يخطب الجمعة ويؤم الصلاة.. وزعيماً للصوفية العالمية.. ثم إنه زاد فى تسمين قدراته الدينية فراح ينافس بيت النبوة ذاته.. فألغى السنة النبوية والتقويم الهجرى واتهم عبدالمطلب جد النبى «صلى الله عليه وسلم» بالعمالة لأبرهة الحبشى!

■ ■ دارت السنوات اثنين وأربعين عاماً.. كان القذافى فى أولها يتحدث عن الثورة والثوار وعن مناهضة أمريكا والغرب.. ثم مضت السنون.. ليخرج جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة الأحد عشر من السلطة ومن الحياة.. ثم ها هو القذافى يواصل جدول أعماله.. «قَتَلَ الشعب فى بنغازى وطرابلس ومصراته ورأس لانوف.. وكل مكان.. ثم ها هو يأتى بالقوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية إلى بلاده من جديد.

■ ■ اثنان وأربعون عاماً.. لا ثروة ولا حرية ولا استقلال.. عاش القائد الأول ليعيش الأسطول السادس!

السبت، 12 فبراير 2011

ارفع رأسك يا أخي فقد خلعنا مبارك!




نجحنا برغم تواضع ما كنا نتوقعه يوم خروجنا الأول ، كنت أظنها مظاهرة كغيرها من تلك التي شاركت فيها يوما ما بدعوة من أحد الأصدقاء برفقة أصحاب الابتسامة العريضة والطموحات الكبيرة لمصر والمصريين من أمثال كمال أبو عيطة ومحمد عبد القدوس وكمال خليل ونور الهدي زكي وغيرهم من "المغرضين" دعاة المظاهرات في مصر !
خرجت يوم 25 يناير وكان همّي رصد ما يجري أكثر من المشاركة ، ومع اشتعال المظاهرة وجدتني أردد بين الصفوف " بكرة نقول كان قهر وعدّي .. لما حسني يروح علي جدة " " ارحل .. ارحل .. ارحل " ، لم يكن بيننا زعيم أو قائد يهتف ونردد خلفه أو نتسابق لنحمله علي أكتافنا ونحن نردد " بالروح بالدم .. نفديك .." كنّا جميعا ذلك القائد وهذا الزعيم ونحن نتبادل الأدوار في مقدمة المظاهرة ونتوافق علي شارع محدد لنسلكه بعيدا عن سيطرة الشرطة التي فشلت مرات عديدة حينها في تحجيمنا حتى وصلنا ميدان التحرير عصر الخامس والعشرين من يناير المجيد وهناك التقينا بأهلنا الثائرين .
القصة ليست بحاجة لتكرار حول الذين توافدوا للميدان في ذلك اليوم حتى تمام الواحدة صباحا من السادس والعشرين من يناير حيث أطلق زبانية الشرطة حينها قنابلهم ورصاصهم ضدنا وطاردونا في الشوارع الجانبية للميدان وكهربونا بالعصي الكهربائية وأصابوا منا المئات الذين تفرقوا في الشوارع بين هلع شديد ورغبة أشد في الانتقام والثأر من هؤلاء الذين يعاملوننا وكأننا مجرمين عتاة وليس متظاهرون سلميون !!
في هذه الليلة ومع مشاهدتي للمصابين الذين خشي سائقيي التاكسي من حملهم ، وبعثرة أوراقي بشارع طلعت حرب نتيجة المطاردة ورفض أحد قيادات الشرطة ، بتبجح ، السماح لي بالتقاطها ، أيقنت أن بيننا وبين هذا النظام ثأر لن يمحوه سوي رحيل مبارك ، فقلب هذه المظاهرات شباب يؤمن بمشروعية ما يفعله وليس لديه حسابات خاصة تحكم خروجه غاضبا اللهم إلا تحرير الوطن ليتحرر المواطن الذي هو كل مصري شابا كان أو شيخا !
منذ الخامس والعشرين من يناير وحتى مغرب الجمعة الحادي عشر من فبراير 2011 كل ساعة تكتسب طابعا تاريخيا خاصا ، فساعة تزيد الحشود بالآلاف وساعة يتضاعف العدد وساعة يتضاعف الجرحى والشهداء وساعة يزيد بطش الشرطة وساعة يزيد التخريب والنهب وساعة يهرب السجناء بخطة محكمة وساعة تتشكل اللجان الشعبية لحماية مصر وساعة تعيد أحياء شعبية مثل بولاق الدكرور وأرض اللواء مسروقات باهظة تمت سرقتها من محلات شارع جامعة الدول العربية وساعة تقال الحكومة وساعة تحدد إقامة العادلي وساعة يمنع عز وجرانة والمغربي سعودي الجنسية من السفر وتجمد حساباتهم وساعة يخرج علينا مبارك بكلام لا معني له نرفضه وساعة يخرج علينا سليمان أو أحمد شفيق بكلام لا نقبله ، ثم ساعة يفوّض مبارك صلاحياته لنائبه عمر سليمان ، وساعة و ساعة وساعة ، ثم ساعة يتنحي فيها مبارك عن منصبه فنصرخ ونهتف ونجري ونضحك ونحضن بعضنا ، وبعضنا يغني وبعضنا يكبّر وبعضنا يقول بأنه غير مصدّق وكلنا يردد " افرح يا شهيد .. الليلادي عيد " " يا شهيد نام وارتاح .. أوعي تفكر دمك راح " .
ارفع رأسك يا أخي فقد خلعنا مبارك .. خلعناه بالدم .. بأكثر من ثلاثمائة شهيد من أنبل ما أنجبت مصر .. ضحوا بحياتهم ليعيش من بقي علي قيد الحياة منا حياة أفضل .. ارفع رأسك يا أخي .. مصر تحررت وعادت لنا بالفعل .. مصر للمصريين .. خيرها لأهلها .. بلا نهب أو سرقة أو منح للمحاسيب والمناسيب .. ارفع رأسك يا أخي .. مصر تتحرر وتتدمقرط بأيدينا نحن المصريين شبابها وناسها الذين أثبتوا للعالم أجمع جودة وطيب المعدن المصري النفيس .


إسماعيل الأشول

السبت، 5 فبراير 2011

قصيدة فاروق جويدة لمبارك .. ارحل !


ارحل
ارحل كزين العابدين وما نراه أضل منك
ارحل وحزبك في يديك ..
ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليك ..
ارحل فإني ما أرى في الوطن فردا واحدا يهفو إليك
لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة أن يقبل وجنتيك
لا تنتظر أمّا تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك
لا تنتظر صفحا جميلا فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك
ارحل وحزبك في يديك
ارحل بحزب امتطى الشعب العظيم
وعتى وأثرى من دماء الكادحين بناظريك
ارحل وفشلك في يديك
ارحل فصوت الجائعين وإن علا لا تهتديه بمسمعيك
فعلى يديك خراب مصر بمجدها عارا يلوث راحتيك
مصر التي كانت بذاك الشرق تاجا للعلاء وقد غدت قزما لديك
كم من شباب عاطل أو غارق في بحر فقر وهو يلعن والديك
كم من نساء عذبت بوحيدها أو زوجها تدعو عليك
ارحل وابنك في يديك
إرحل وابنك في يديك قبل طوفان يطيح
لا تعتقد وطنا تورثه لذاك الابن يقبل أو يبيح
البشر ضاقت من وجودك.. هل لابنك تستريح؟
هذي نهايتك الحزينة هل بقى شيء لديك؟
ارحل وعارك أي عارْ
مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ لن يفيد الاعتذارْ
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ.. للموتى..
وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ
للشواطئِ.. للقفارْ؟!
لعيونِ طفلٍ
مات في عينيه ضوءُ الصبحِ
واختنقَ النهارْ؟!
لدموعِ أمٍّ لم تزل تبكي وحيدا
فر أملا في الحياة وانتهى تحت البحار
لمواكبِ العلماء أضناها مع الأيام غربتها وطول الانتظارْ؟!
لمن يكون الاعتذار؟
**
ارحل وعارك في يديكْ
لا شيء يبكي في رحيلك..
رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيلْ
لا شيء يبدو في وجودك نافعا
فلا غناء ولا حياة ولا صهيل..
ما لي أرى الأشجار صامتةً
وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
واستسلمتْ لليلِ في صمت مخيف..
ما لي أرى الأنفاسَ خافتةً
ووجهَ الصبح مكتئبا
وأحلاما بلون الموتِ
تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ
ماذا تركتَ الآن في أرض الكنانة من دليل؟
غير دمع في مآقي الناس يأبى أن يسيلْ
صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ..
بؤسُ أطفالٍ صغارٍ
أمهات في الثرى الدامي
صراخٌ.. أو عويلْ..
طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ
عن بيتٍ توارى
يسأل الأطلالَ في فزعٍ
ولا يجدُ الدليلْ
سربُ النخيل على ضفافِ النيل يصرخ
هل تُرى شاهدتَ يوما..
غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!
الآن ترحلُ عن ثرى الوادي
تحمل عارك المسكونَ
بالحزب المزيفِ
حلمَكَ الواهي الهزيلْ..
***
ارحلْ وعارُكَ في يديكْ
هذي سفينَتك الكئيبةُ
في سوادِ الليل تبحر في الضياع
لا أمانَ.. ولا شراعْ
تمضي وحيدا في خريف العمرِ
لا عرش لديكَ.. ولا متاعْ
لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ
لا سندا.. ولا أتباعْ
كلُّ العصابةِ تختفي صوب الجحيمِ
وأنت تنتظرُ النهايةَ..
بعد أن سقط القناعْ

من يؤيد السيد الرئيس ؟!

في مصر الآن ثورة قائمة لم تخمد ، ولن تخمد قبل رحيل السيد الرئيس محمد حسني مبارك عن منصبه ، بغض النظر عن طبيعة المهنة التي سيمارسها بعد رحيله ، هذا هو المطلب الأكثر إلحاحا من جانب جموع المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير الآن صباح السبت 5 فبراير 2011 ، هذا المطلب المشروع والضروري لضمان نجاح الثورة يرفضه البعض ممن تعطلت بعض مصالحهم نتيجة الانفلات الأمني الذي ترتب علي انسحاب رجال البلطجي حبيب العادلي وزير الداخلية السابق من أماكنهم ومهماتهم في حراسة وتأمين الناس والممتلكات ، لكن هذا الرفض ليس حبّا في مبارك أو تأييدا له وإنما بناءًَ علي تصوّر خاطئ مفاده أن حالة الاختلال في إيقاع حياتنا اليومية سببه المظاهرات وليس مؤامرة وقحة من النظام الوقح الذي يحكمنا .
إذن فبعض المؤيدين لمبارك أناس سذج لم يفهموا طبيعة ما حدث ويحدث ، وهؤلاء أقلية قليلة من أبناء الأحياء الشعبية الفقيرة ممن يفتقدون الحد الأدنى من الوعي السياسي والثقافي بما فعله الثوّار وما يريدون تحقيقه لمصر كلها ، وبكل أسف لا يقتصر هذا الفهم الساذج لحقائق الأمور علي هؤلاء فقط بل يمتد إلي بعض حملة الشهادات العليا من خريجي الجامعات بل وحتي ، يا للغرابة ، لبعض من أعرفهم من حملة بطاقات عضوية نقابة الصحفيين !! أي أن بعض المنوط بهم أن يكونوا أكثر وعيّا هم في حقيقة الأمر ، بأكثر العبارات تهذيبا ، أجهل من دابة !
الفئة الثانية التي تعتدي علي المظاهرات وتؤيد السيد الرئيس هم مجموعات من البلطجية المنظمين ، لا انتماء لهم إلا لوجبة طعام أو رزمة جنيهات أو حبّة برشام مخدر أو حقنة كيف أو زجاجة بيرة أو امرأة لا ذوق لها ترغب في المتعة ، ومن الممكن جدا أن يقتل أحدهم واحدا من أهله لو عارضه يوما في أمر اعتقد بصوابه من وجهة نظره ، هؤلاء البلطجية رأيتهم بأم عيني عصر الجمعة 4 فبراير 2011 وهم يحاولون اختراق اعتصام الثوّار بميدان التحرير وقد راعني ما رأيت منهم فالأسلحة البيضاء متوفرة بأيديهم بأشكال وأنواع مختلفة بدءاً من المطواة وحتي الساطور ، ولذلك فثوّار مصر الشرفاء من الشباب أقاموا متاريس تحت حماية القوات المسلحة علي مداخل الميدان عند كل الشوارع المؤدية إليه تقريبا حتي أنهم يستوقفون الداخل إلي الميدان إن كان صحفيا أو متظاهرا أو متفرجا ثلاث أو أربع مرات علي مسافات متقطعة حتي قلب الميدان مع تحديد طرقات منفصلة للدخول والخروج .
خلاصة القول ، مصر اليوم أغلبية تريد للرئيس أن يرحل هو وأركان حكمه حتي تستطيع بجهود مخلصة إزالة آثار ما لحق بنا من خراب علي مدار سنوات حكمه الميمونة ، وأقلية بينها الساذج والغبي والبلطجي كبيرا كان أو صغيرا يريد استمرار الرئيس لاعتقاده بارتباط الحياة في برّ مصر بوجوده ، أو ليقينه بارتباط سلامته وسلامة ما نهب ببقاءه !
فهل عرف الناس من يؤيد السيد الرئيس ؟!
إسماعيل الأشول

الأربعاء، 26 يناير 2011

مشاهد من ملحمة الخامس والعشرين من يناير

المواطنون يقودون التغيير ويتمسكون بإسقاط النظام
في تمام الثانية ظهر الثلاثاء الماضي الخامس والعشرين من الشهر الجاري بدأ المتظاهرون هتافهم أمام مدخل محطة المترو علي بعد أمتار من سبع عربات للأمن المركزي وعربة ترحيلات وسيارة ربع نقل تتبع محافظة القاهرة ومصفحتين تمركزت جميعها في منطقة الدوران بشبرا مع عدة تجمعات متفرقة لجنود الأمن المركزي كانوا قد وصلوا مبكرا لضمان السيطرة علي المتظاهرين المرتقب وصولهم بين لحظة وأخري !
في الثانية وثلاث دقائق تزايد عدد المتظاهرين القادمين من كل اتجاه نحو المجموعة الصغيرة التي وقفت أمام مدخل محطة المترو وبالتزامن مع تدفق المتظاهرين تدفق بدرجة أشد جنود الأمن المركزي وحاصروا عددا من المتظاهرين علي جانب من شارع شبرا الرئيسي أمام عدد من المحلات التي اضطرت لإغلاق أبوابها تحسبا لوقوع اشتباكات مع تضييق الأمن الخناق علي المتظاهرين .
فوجئ الأمن بتجمعات متفرقة للمتظاهرين علي الجانب الآخر من الشارع خارج الكردون الذي فرضه علي بعضهم وهنا شعر بعض القيادات الأمنية ممن يرتدون ملابس مدنية بالحنق فحاولوا إدخال المتظاهرين بالتفاهم واللين خلف الكردون الأمني وهو ما رفضه بشدة المتظاهرون الذين رددوا هتافات من قبيل " ثورة ثورة حتي النصر .. ثورة في كل شوارع مصر " و" آه ياحكومة هزّ الوسط .. أكلتونا العيش بالقسط " ، مرّ عجوز بالمتظاهرين بشارع شبرا وهم يرددون مخاطبين الرئيس مبارك " ارحل .. ارحل .. ارحل " فقال بصوت غير مسموع " والله ما هيرحل " !
ازدادت الهتافات حدة مطالبة بسقوط حسني مبارك وسقوط النظام وبطلان مجلس الشعب ، فيما شوهد الفنان عمرو واكد بالمظاهرة حيث أكد أن المصريين لابد أن يؤمنوا جميعا بالتغيير حتي يعملوا معا لإنجازه .
بعد سيطرة لدقائق من الأمن علي جغرافية المظاهرة ، اندفع المتظاهرون نحو الكردون المقام علي جانب من مداخل شارع شبرا الرئيسي ونجحوا في كسره نحو اتجاه مغاير فارتبك الأمن وكاد يحدث اشتباك عنيف لولا استعادة الأمن للسيطرة مرة أخري ، وتوسيع دائرة الكردون ، اشتعل حماس المواطنين ورددوا " قوللي ياعامل إيه أفكارك .. يسقط يسقط حسني مبارك " و" ياحاكمنا بالمباحث .. كل الشعب بظلمك حاسس " و" ياأهالينا ضموا علينا .. الحرية ليكوا ولينا " في حين برزت " الحاجة زينب " وهي من مؤسسات حركة كفاية تردد بحماسة شديدة " ياحاكمنا حديد ونار .. ارفع ارفع في الأسعار " " قوللي مين في الشعب اختارك .. يسقط يسقط حسني مبارك " وعدة هتافات حماسية أخري إلي أن كوّنت دائرة من المتظاهرات فبدت أشبه بمظاهرة نسائية إلي جانب المظاهرة الجارية .
في الدقيقة 27 بعد الثانية ظهرا أجري أحد القيادات الأمنية بالمظاهرة اتصالا يطلب فيه قوات عسكرية إضافية لضمان السيطرة علي الأوضاع خاصة بعد كسر المتظاهرين للكردون قبل دقائق معدودة ، بدأ المتظاهرون يرددون هتاف واحد " عيش ، حرية ، كرامة إنسانية " " و" بالروح بالدم نفديك ياوطن " واتجهوا نحو الكردون الأمني مرة أخري في محاولة لكسره مجددا ، تلّفظ أحد القيادات الأمنية لفظا وقحا مخاطبا المتظاهرين قائلا : ارجع يابن الـ ........ انت وهوا ، لكن أحدا لم يسمعه وربما كان هذا من حسن حظه !
ردد المتظاهرون في مواجهة الكردون " يامبارك ابعد عنا .. الحرية هي أملنا " ونشيد " بلادي .. بلادي لك حبي وفؤادي " و" قاعدين قاعدين ومش ماشيين " ، مرّت أسرة مكوّنة من سيدة عجوز وسيدة متوسطة العمر وعلي كتفها رضيع وبيديها طفلين صغيرين يريدون المرور وعساكر الأمن ليس لديهم سوي كلمة " ممنوع .. قولوا للظابط " ، طلب أحد المتظاهرين من أحد الضباط تمرير الأسرة فاكتفي بالقول : مش ذنبي !
بعد أحد عشر دقيقة من طلب القوات الاضافية وصلت " ناقلات الأمن المركزي " في تمام الدقيقة 38 بعد الثانية ظهرا وحاصرت القوات المتظاهرين وأحكموا حصارهم إلا أن المجموعات المتظاهرة تكونت مرة أخري خارج الحصار الأمني وبالتحديد أمام مدخل شارع السندوبي المتفرع من شبرا الرئيسي وهو ما أدي إلي تعطيل المرور الذي عمل المتظاهرون علي تسييره وعدم تعطيله حتي لا تفسد مظاهرتهم .
وقفت الحاجة زينب تهتف " ادي اديها كمان حرية .. وابعت هات مليون عربية " و" آه وآه وآه .. مصر احتلت ياولداه " كما هتف المتظاهرون مخاطبين الأمن " حضرات السادة الظباط .. كام واحد في إيديكم مات ؟ "
أحد الضباط أجري اتصالا بشخص اسمه حسام وطلب منه تنفيذ ما طلبه منه علي وجه السرعة دون أن يفهم المتابعون لتحركات الأمن بملابس مدنية طبيعة المطلوب من حسام المجهول وصفه وعمله ، فتاة محجبة جميلة تهتف " قول يامبارك يامفلسنا .. انت بتعمل ايه بفلوسنا " ، في تمام الدقيقة 55 بعد الثانية ظهرا وصلت ثلاث عربات من ناقلات الأمن المركزي وفي الثالثة عصرا أغلقوا شارع شبرا من الجانبين مع ترك فراغ واسع بينهما بعد فشل محاولات تحجيم المظاهرة وتسيير الحركة من شوارع السندوبي وروض الفرج وخلوصي .
الحاجة زينب تردد مرة أخري " اضربونا بالرصاص .. جسمنا نحّس خلاص " و" اضربونا بالرصاص .. مش راح تقتل حلم الناس " " وابعت هات مليون شاويش .. آه ياحكومة ما تختشيش "
مع آذان العصر ردد المتظاهرون " الله أكبر .. الله أكبر " وفي تمام الدقيقة السابعة بعد الثالثة عصرا كوّن المتظاهرون درعا بشريا مواجها لدرع جنود الأمن المركزي واتجهوا نحوهم وكسروا الكردون الأمني وكل الحواجز حتي المتاريس الحديدية وانطلقت المظاهرة باتجاه ميدان التحرير من شوارع جانبية حينا ومن شارع شبرا الرئيسي وصولا إلي نفق أحمد حلمي من شارع الترعة البولاقية حتي شارع رمسيس بينما تهدر حناجر المواطنين بسقوط النظام وتستحث المتفرجين للمشاركة وهتافات " ارحل .. ارحل .. باطل .. باطل " .
أمام رئاسة حي عابدين حاول أحد المتظاهرين تكسير لوحة تأييد للرئيس مبارك فنهره أغلب المشاركين وأكدوا علي سلمية مظاهرتهم ، وصلت المظاهرة إلي الاسعاف أمام دار القضاء العالي وفوجئ المشاركون بحشود أمنية تحاصر مجموعة صغيرة من المتظاهرين أمام مكتب النائب العام ، تفاعل المحاصرون مع أحرار شبرا الغاضبين واشتدت الهتافات بسقوط النظام ، واصل المتظاهرون السير حتي ميدان التحرير وهناك انضموا إلي كافة المتظاهرين القادمين من مناطق متفرقة .
هتف المتظاهرون في التحرير " العدد بيكبر .. مصر هتتحرر " و" الشعب يريد تغيير النظام " وهتافات أخري وسط إطلاق متقطع للقنابل المسيلة للدموع من قبل الأمن .
مع دخول المساء ، احتشد المتظاهرون بميدان التحرير وأعلنوا تمسكهم باستمرار الاعتصام حتي الصباح والمبيت بالميدان ، وسط مخاوف من لجوء الأمن للعنف لتفريق المتظاهرين ، فيما وزّع بعض الأخوة العرب ذوي اللهجة الشامية أو الفلسطينية أطعمة ومياه علي عدد من المتظاهرين ، وكانت تقول الفتاة الشامية أو الفلسطينية الأصيلة " حد بد ه ياكل .. حد بده أكل " بنبرة تضامن زادت من حماس المتظاهرين ، فضلا عن قيام بعض الأجانب من الشباب بمثل ما فعلته الفتاة وبسؤال أحدهم عن رأيه فيما يجري قال بعد امتناع بعربية مكسّرة " طبعا الحرية حاجة حلوة " .
خطب كمال أبوعيطة الشهير بمؤذن الثورة في المتظاهرين وأكد لهم أن الجلوس علي الأرض وتشبيك الأيدي سيكون عائقا أمام لجوء الأمن للعنف ، كما أكد الشاعر عبد الرحمن يوسف استمرار الاعتصام والعمل علي توفير بطاطين وسبل إعاشة للمتظاهرين حتي يستمر الاعتصام وتنضم القاهرة جميعها إليه صباح الأربعاء ، وما إن أيقن الأمن بتمسك النشطاء بالاعتصام وحلول الساعات الأولي من الصباح وتحديدا في تمام الواحدة أطلقت القوات الأمنية سيلا من القنابل المسيلة للدموع تجاه المتظاهرين ما أثار هلع العديدين منهم مع تمسك بعضهم باستمرار الاعتصام رغم حالات الاختناق لعدد منهم جراء الغاز المسيل للدموع الذي اختلط بهواء الميدان .
برغم إطلاق المسيل للدموع إلا أنه لم ينجح في فض الاعتصام نهائيا ، فتطورت المواجهات إلي اشتباك عنيف بين جنود الأمن المركزي والمتظاهرين المصّرين علي موقفهم ما أدي إلي إصابة عدد من الجانبين بعدما عمد جنود الأمن المركزي إلي استخدام العصا الكهربائية والهراوات والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين وهو ما حدا ببعض المتظاهرين إلي رشق الأمن بالطوب ، فيما شوهد أحد المتظاهرين ويدعي "إبراهيم" يحمل علما لمصر ملفوفا حول عصا تابعة لأحد أفراد الأمن حصل عليها بعد اشتباك عنيف مع عدد من الجنود بصحبة بعض المتظاهرين أمام مبني الإذاعة والتلفزيون المصري ، وحكي المتظاهر الذي نجا من الإصابة بأعجوبة علي حد تعبيره أنه اشتبك في معركة عنيفة مع ضابط برتبة ملازم بعدما شاهد اعتداء أفراد الأمن علي رفقاءه المتظاهرين ، إلا أن بعض المتظاهرين حملوا الضابط إلي عربة أمنية حفاظا علي سلامته وتأكيدا علي رغبتهم في سلمية اعتصامهم .
في الوقت نفسه تفرقت عدة مجموعات للمتظاهرين في الشوارع الجانبية المجاورة لميدان التحرير علي أمل معاودة الاعتصام غير أن الأمن تصدي لهم بالعصا الكهربائية وبالمطاردة العنيفة التي أسقطت عددا من المصابين من المتظاهرين الذين رددوا " حسبنا الله ونعم الوكيل " أمام الكردون الأمني الذي فرضه الأمن عليهم بميدان طلعت حرب الشهير بوسط القاهرة .
بعد الواحدة بقليل من صباح الأربعاء شوهدت مسيرة بأحد الشوارع الجانبية المحاذية لميدان التحرير لعدد من المتظاهرين تؤكد تمسكهم باستمرار الاعتصام وهو ما أثار حنق الأمن الذي ضيّق الخناق عليهم حتي انتهت المواجهة بينهما بعد كرّ وفرّ إلي أحد الشوارع الجانبية بميدان رمسيس حيث شوهد المتظاهرون " يغلقون أحدي الطرق أمام عربات من الأمن التي كانت تتجه نحوهم ، بينما تمكنت قوات الأمن من فرض كردون خلفي علي المتظاهرين الغاضبين فيما لا يزال مصير أغلب النشطاء من المصابين والمعتقلين مجهولا وسط تمسك وإصرار المواطنين باستمرار اعتصامهم حتي الآن .
إسماعيل الأشول