السبت، 4 سبتمبر 2010

فضفضة ذاتية جدا ..


أجلس الآن وأمامي قائمة طويلة من الأشياء التي لا أحبها والمشاعر التي أكرهها والأشخاص الذين لا أريدهم والأفكار التي أرفضها ، أجلس وخليط من جميع تلك الأشياء يحاصرني .. يكاد يخنقني .. أو يغويني فأذعن لهم وأصبح واحدا منهم .. أقبل أن أكون " شيئا " كما قبل بعضنا ويعيش الآن هانئا سعيدا !! ، بل إن المطلوب مني الآن أن أصبح " شيئا " لا أحبه !! " شيئا " بغيضا بالنسبة لي .. أنا الذي أدافع بقوة عن أدق تفصيلة ومفردة من مفردات وتفصيلات حياة قطة صغيرة مطلوب مني تجاهل منطقي ورؤيتي للوجود والإذعان لأصبح شيئا بين مجموعة أشياء مماثلة دون تمييز .. لا لون .. لا طعم .. لا رائحة .. كالماء لكن ليس الذي نشربه ولا ماء البحر الذي نعشق أمواجه ولا حتي المياه المعدنية التي لا وجود لها ولا حتي في الزجاجات البلاستيك التي تباع للناس في السوبر ماركت ! .. مطلوب أن أصبح نوعا آخر لا حاجة للناس إلي السؤال عن تكوينه أو معتقده أو فائدته أو ضره أو خصومه أو أنصاره .. مجرد قطرة من نوع معين من الماء لا يلتفت إليها الناس وإن وجدت فرصتها للوجود فمع مئات أو آلاف غيرها من القطرات دون تمييز !! أعرف أن كلامي ليس مفهوما لمن يقرأه الآن .. لكن فيه تسليتي ومتعتي وتلك غايتي الكبري وربما وجد قارئا نفسه في هذه الكلمات غير المفهومة وليذهب الباقون إلي أي حتة !!

مطلوب مني بقوة أن أعيش شعورا أكره من يألفونه بداخلهم .. شعور الإنسحاق والتبعية الذليلة والتوسل والتسول لإدراك ما سبق تقديره " .. وقدّر فيها أقواتها " " قرآن كريم " .. مطلوب مني أن أصبح نموذجا للواقفين في الطابور بانتظار الوصول إلي شباك القبول بينما الشباك مقفول والناس يذهبون من السطوح ومن الباب الخلفي لإنهاء حاجاتهم .. مطلوب مني أن أقف أمام طابور القطيع أمام الشباك المقفول لأؤكد لهم أن فرج الله قريب وحتما سيأتي اليوم الذي يفتح فيه الشباك أمامنا لتلبية حاجاتنا .. وماعلينا سوي الانتظار والدعاء " اللهم افتح لنا الشباك " !! بينما الله - جل في علاه - منحنا أجساما وعظاما لم نعد نمتحنها سوي في أوقاتنا الحميمية بعون الحبات الزرقاء !!

مطلوب مني أقبل أفكارا تربيت علي رفضها ومشاعرا كرهت من احتفظ بها في نفسه له أو لغيره .. حزين جدا وغاضب أيضا .. لا أريد أن أكون سوداويا فلديّ ما يمكن التفكير فيه بعيدا عن تلك البلايا لأحفظ لنفسي طاقة إيجابية أواصل بها ما بدأته .. لكن من حقي أن أحزن جدا بقدر ما هو مطلوب مني مؤسف جدا وبقدر جرحي الكبير جدا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق