الخميس، 1 يوليو 2010

كبرياء أم انسحاق ؟!

تشهد الأمم في فترات انحطاطها التاريخية اختلاطا في المفاهيم والتباسا في المعاني ، فيضحي الكاذب صدّيقا ويصبح المؤمن زنديقا !!
قبل حوالي أسبوع جلست مع صديق أعتز به كثيرا وتحدثنا عن أشياء كثيرة كان منها تعنت بعض المسئولين في بعض الشركات ضد العاملين وعدم منحهم حقوقهم المقررة لهم ، إذ لا يجوز طبعا تشغيل الناس دون مقابل ، واستغلال حاجاتهم أو رغباتهم المشروعة في تحقيق فائدة ما من أعمالهم المختلفة ، فتصبح حاجة الناس حيثية لدي بعض أصحاب الأعمال المرضي ليمنعوهم حقوقهم وسط حالة غياب تامة لدولة الحكم اللصوصي اللذيذ الذي ساد بالفساد فأضحي أكل أموال الناس بالباطل أمرا ليس مستغربا علي الإطلاق !
وخلال تلك المسامرة حامية الوطيس مع الصديق العزيز الذي انحاز للتبرير النفسي لأمزجة أصحاب الأعمال في منح العاملين لديهم حقوقهم أو منعهم ، أرشدني صديقي إلي جانب لم ألحظه من قبل حول معني الكبرياء ، ومدي الترفع والزهد الذي يناله العامل في أي مؤسسة متى تنازل عن حقوقه وتناسي طموحاته وداس علي موهبته بالحذاء ليتعايش بسلام مع واقع الظلم المقيت الذي يتعرض له علي أنه أمر مقبول ومبرر ولا داعي للإلحاح في المطالبة بالحق ، لأن كل شيء وله أوان !!
وأسأل صديقي الذي انفعل لرفضي تبريره جملة وتفصيلا ، أين الكبرياء يا أخا العرب في النكوص عن المطالبة بالحقوق ، إذن فلنسكت جميعا وليضع كل منا أقدم فردة شبشب لديه في فمه ولنترك الاستبداد والتعذيب والنهب والتطبيع يسير علي قدم وساق ثم لنقول بأن كبريائنا يمنعنا من الوقوف أمام النظام ومطالبته بمنحنا حقوقنا في اختيار من نريد وتوزيع ثروتنا بالعدل ومعاداة إسرائيل .
ليس كبرياءً يا صديقي علي الإطلاق ، هو الانسحاق بعينه والانهزام في أجلي صوره كما أنه في المقابل ضعف إيمان وغياب يقين بإرادة الخالق الذي رزقنا الأسباب وطالبنا بالسعي ولم يطالبنا ، فيما أذكر ، بالسكوت عن حقوقنا أمام غاصبيها بحجة " أن الله لم يقرر ذلك بعد " ، الله يقرر أو لا يقرر هذا غيب لا نعلمه ، أما العمل والعرق من أجل مقابل يكفي الإنسان حاجته فهو عين ما أمرنا الله به .
إسماعيل الأشول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق