الثلاثاء، 27 يوليو 2010

أهل الحب صحيح مساكين ؟! .. ليس صحيحا بالمرة ياست !


أشعر بسعادة غامرة وأنا أستمع إلي سيدة الغناء العربي " ثومة " حينما تشدو بصوتها العذب وكلمات عباقرة الشعر والمعني وأساتذة اللحن الجميل والطرب الأصيل ، ولكن سعادتي هذه لا تمنعني من الاختلاف مع بعض ما جاء في بعض أغانيها التي أحبها كثيرا رغم عدم حفظي لها ، فأنا لا أحفظ أية أغاني إلا فيما ندر وبصفة خاصة إذا كانت الأغنية عبارة عن قصيدة لأحد شعرائنا الكبار مثل العم نزار قباني مثلا !

اختلافي مع الست ثومة هذه المرة يتمحور - حلوة يتمحور دي - يعني يتمركز حول مقولتها أو غنوتها " أهل الحب صحيح مساكين " ليسوا كذلك مطلقا ، فأهل الحب في سعادة غامرة إلي ما شاء الله ، أهل الحب هم الأقوي مناعة بدليل أبحاث الطب الحديثة ، واسألوا صديقي العزيز أستاذ المناعة الدكتور عبد الهادي مصباح ، أهل الحب الأكثر تفاؤلا وبشرا ، وهم الأقدر علي اقتناص لحظات الفرح والمرح البريء من رحم مآسي ومساؤي العصور المظلمة كالتي نحياها في ظل حكم الحزب الحاكم بقيادة الرئيس بدنجان ابن أفشخان رئيس جمهورية هبش ستان العربية ، أهل الحب ليسوا مساكين ياست ، أهل الحب ليسوا حياري ، أهل الحب في نشوة دائمة مستمرة ، ويكفي المحبوب أن يستمع من محبوبته لكلمة واحدة ليظل مشحونا بطاقة هائلة لا حد لها ورغبة محمومة في الانطلاق والانجاز ، أهل الحب ناس جدعان أوي ، أنقياء إلي أبعد حد ، لا يفكرون بنصفهم الأسفل كحكام دول نهب ستان العربية ، يفكرون دائما بعقولهم ، لكن عقولهم تلك تأخذ أجازة مفتوحة حينما يبدأ حديث الأحباب ، يصبح القلب هو السيد والحاكم والمحدد لمسارات خيارات حياتهم المصيرية ، يصبح القلب هو صاحب الكلمة الأولي مع الاحتفاظ بقاعدة أساسية لا يحيد عنها أحد من المحبين مفادها أن سعادة المحبوب هي الغاية الأسمي والهدف الأرقي والأهم ، أهل الحب يرون كل شيء في الحياة جميلا ، ويريدون لكل شيء جميل أن يزداد جمالا ، يرون الأطفال الصغيرة فتلهج ألسنتهم في السر بأن يرزقهم الله أطفالا يملئون حياتهم بهجة فيما بعد ، ولا يتذكرون مطلقا سخافات المؤسسات الرسمية بشأن زيادة السكان أو ما يسمي بتنظيم الأسرة ، شخصيا أود لو تلد زوجتي في المستقبل طابورا صغيرا بطول صالة شقة صغيرة من الأطفال لألهو معهم فيركبون ظهري مرة واحدة في تلك الصالة ويصلّون خلفي في براءة الأطفال فأجد من يترك الصف خلفي ليركب فوق دماغي حتي تكاد تزهق روحي فأقذف به في الحائط فيصرخ طالبا النجدة فيترك باقي المصلين خلفي أماكنهم بحثا عن وسيلة لإسكات عضو الفريق الذي أصيب دون سابق إنذار ! أسرفت في الكتابة عن أحلامي الطفولية ، لكن لا بأس فكما قلت من قبل ، أنا في هذه المدونة رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير والسكرتيرة أيضا وما أمر السكرتيرة في صحافة القاهرة بالأمر الهيّن ويابخت من كان دمه خفيفا من شباب الصحفيين في مصر علي دم سكرتيرة رئيس تحريره أينما كانت ، كنت أقول إن أهل الحب ناس زي الفل ، طموحاتهم إسعاد بعضهم حتي آخر العمر ، فيطمحون إلي نيل الأفضل والأحسن دائما فتجدهم الاكثر جدية وإنجازا في مجالاتهم المختلفة بينما غيرهم من كارهي الحياة ، من سدّت سياسات الحزب الحاكم في بلاد خوازيق ستان في وجوههم آفاق الأمل والبسمات المشرقة ، فتجدهم أناس يقنطون دائما دون أدني محاولة للإنجاز أو العمل بجد ، فلا يكتشفون إمكانياتهم الهائلة إلا بعد فوات الأوان .

أخيرا يقول الإمام بن حزم في مقدمة كتابه " طوق الحمامة " :

" والحب _ أعزك الله _ أوله هزل ، وآخره جد ، وهو لايوصف ، ولابد من معاناته حتي تعرفه ، والدين لا ينكره ، والشريعة لا تمنعه ، إذا القلوب بيد الله عزّ وجلّ "

عزيزي القاريء المفترض ؛ سلّم لي علي نفسك !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق