السبت، 24 يوليو 2010

الخطوبة !


أشعل سيجارته ومدّ يده لي بأخري فرمقته باستنكار وسألته عما إذا كانت حبيبتي قد أخبرته أنني لا أدخن
- ومن حبيبتك ؟
- ابنتك
- وكيف تسمح لنفسك بوصفها كذلك أمامي ؟!
- وهل تظن أنني اخترتها أما لأولادي دون أن يتمكن حبها مني ؟!!
- كم عمرك ؟
- 24
- تقيم بمفردك في القاهرة ؟
- نعم
- كم راتبك ؟
- بضع مئات
- كم تحديدا ؟
- راتبي يكفي لسعادة اثنين أنا وابنتك إن شاء الله
- إن شاء الله .. ما إمكانياتك ؟
- أي إمكانيات تقصد ؟
رمقني بنظرة فاحصة من أسفل لأعلي فاستفزني حتي قلت له :
- أرجو أن تكون جريئا لتخبرني بما تريد قوله دون تلك النظرات البائسة
- لا تكن بذيئا ..
- فاجئتك العبارة ؟
- نعم
- لدي الأكثر منها جرأة لو كررت نظرتك تلك مرة أخري
- هل لديك شقة ؟
- سنبحث عنها معا خلال فترة الخطوبة
- لا أريد لابنتي أن تسكن جحرا تسميه " شقة "
- ولا أنا أريد لها ذلك أيضا
- هل تستطيع توفير شقة كشقتي هذه ؟
- أستطيع أن أوفر لها شقة كشقتك التي تزوجت فيها وأنت في مثل سني
- لقد تزوجت في بيت أبي لكنك مغتربا
- سيكون لنا بيتنا الخاص
- مامواصفاته ؟
- أن تراه حبيبتي ملائما
- كم عدد حجراته ؟
- ربما حجرتين
- تقول ربما
- ربما
- ربما
- ربما
- ربما .. أوافق علي هذا الزواج
- أكيد
- لماذا أكيد ؟
- لأنني أحبها
- الحب وحده لا يكفي
- وبدونه يصبح زواجها صفقة تجارية بحتة
- احفظ لسانك
- سنتزوج قريبا
- لكنني لم أوافق بعد
- هي توافق
- لا قيمة لرأيها قبل قراري
- أنت ديكتاتور
- وأنت بحاجة لدروس في الأخلاق
- لماذا ترفضني ؟!
أطفأ سيجارته ومضي قائما وهو يقول :
- المقابلة انتهت

هناك تعليق واحد:

  1. ما هو موعد الحلقة الثانية ؟
    مع أن الأب احتفظ بالكثير من الصبر والتأني ، وعدم صفع ذاك المتسول ، احتراما لابنته التي أحبها .
    مع التقدير لهذه القدرة على المناورة
    وشكرا
    منهل

    ردحذف