الأحد، 18 يوليو 2010

خواطر ذاتية جدا ..

طبعا القارئ وأنا نعرف جيدا أنني أكتب ، وهو يقرأ ، ما أكتبه في هذه المدونة دون مقابل !! وبالتالي فإن معايير النشر هنا تختلف عن نظيرتها في الصحافة الورقية أو التليفزيونية ، وبإمكان القارئ المجهول أن يكتفي بتلك السطور السابقة ويذهب أعلي يمين الصفحة ويختار " x " ليغلق مدونتي ليوفر علي نفسه عناء المتابعة وسأكون شاكرا جدا لو فعل ذلك دون سباب أو شتم ، غير أنني سأواصل كتابة ما بدأته وإن كان شيئا تافها لاقيمة له ، فأنا أستمتع الآن كلما أكملت سطرا وبدأت سطرا جديدا ، وكما يقول العنوان فإن هذه الكلمات ليست إلا خواطر ذاتية جدا ، أي أنها تخصني وحدي لكنني أريد من الناس الإطلاع عليها ، فهي وإن كانت خواطر ذاتية كما قلت إلا أنها ذات ارتباط بالواقع العام ، ولأنني بدأت أشعر بالملل من المسار السخيف الذي بدأت تأخذه هذه الكلمات فسوف أحكي فورا عن قصة حدثت بالفعل معي الليلة الماضية ، فقد كنت عائدا من العمل في وقت متأخر نسبيا ، كانت الساعة تقترب من الواحدة صباحا وكانت لدي الرغبة في إعداد طبق من المكرونة التي استطعت بعد أكثر من محاولة فاشلة إجادة طبخها وربما أشرح في خواطر أخري محاولاتي الفاشلة في طبخ المكرونة التي انتهت بإتقاني لها جيدا بطريقة ترضيني وتشعرني بالفخر وأنا أتذوقها ولا أهمية طبعا لأي أراء أخري طالما أن أحدا لا يشاركني طبق المكرونة الذي أعده لنفسي ، مررت علي محل البقالة في طريقي إلي شقتي المتواضعة التي أستأجرها بالمشاركة مع آخرين لشراء ربع كيلو مكرونة كالمعتاد ، وهي كمية تتجاوز بقليل الكمية المناسبة لإعداد طبق جيد من المكرونة بالنسبة لي ، طلبت من البائع الشاب قصير القامة ذو اللحية السوداء الذي كان يضع طاقية بيضاء علي رأسه ويرتدي جلبابا قصيرا ، ما أريد فوزن لي كمية من المكرونة تتجاوز ما أردت فجادلته في ذلك وأكدت له أنني لا أريد أكثر من ربع كيلو ولن أدفع قرشا واحدا زيادة علي ثمن ما أريد ، وكنت أشير له بورقة نقدية من فئة العشرين جنيه خرجت غير مأسوفا عليها من حافظة نقودي ، وفيما أحاول إقناع الشاب الذي يتظاهر بالتدين ويظن أنه بلحيته وجلبابه وطاقيته البيضاء قد بلغ المنزلة العليا والرتبة الرفيعة في قائمة المقتدين بسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ، إذا بزميله في ذات المحل يزجره لأنه لم يعدل من وضع علب السمن ويضعها في مكانها ، قال الشاب المتزمت الذي يأبي الاقتناع إلا برأيه لزميله بأنه غير محترم ، ثم رفع صوته معترضا علي طلبي فرفعت صوتي بالمثل وأفهمته بعد عناء صحة ما أريده ، وحينما فهم بادر بموقف جبان إذ رفض أن يعطيني ما أردت متعللا بأن بيع كمية قليلة من المكرونة كتلك التي أريد - ربع كيلو - سوف تجعله يخسر ، أخذت منه نقودي ورغم غيظي فقد ارتسمت علي فمى ابتسامة الظافر، فهأنذا أثبت لنفسي مجددا زيف ما يدعيه بعض ذوي اللحي ، ولن أتجاوز إن قلت أغلبهم ، في تمسكهم الظاهري بالتدين بينما يؤذيهم العمل بجوهر الدين في معاملاتهم مع الناس ، الدين الذي جاء به سيد الخلق أبو القاسم طب القلوب ودواؤها الذي قال " رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشتري وإذا اقتضي " ، وبينما انتابتني مشاعر متضاربة من الفرح والغضب فقد قررت أكل بيض مسلوق بفطيرة اشتريتها من أحدي المحلات المجاورة لي أيضا وقد سألتني السيدة مالكة " الفرن " الذي ينتج الفطائر ، حينما حكيت لها عن قصة المكرونة ، عما إذا كنت متزوجا أم لا فأجبتها بالنفي ، مستعجلا ابنتها في تسخين الفطيرة لألحق بوسادتي قبل حلول الثانية صباحا لأستطيع القيام لأداء صلاة الفجر حينما يناديني صاحب مسكني الذي أستأجره في رحلته اليومية المباركة إلي أداء تلك الفريضة العظيمة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق