السبت، 17 يوليو 2010

محمد عبد السلام العمري .. وداعا !




الروائي الراحل محمد عبد السلام العمري

صديقي العزيز / محمد عبد السلام العمري ، الإنسان المهذب الرقيق والروائي والمهندس المبدع ، وداعا ، عذرا يا صديقي فلم أعرف نبأ وفاتك إلا بعد موتك بنحو أربعة أيام ، من خلال تقليب عابر لصحيفة الجمهورية الصادرة صباح السبت 17/7/2010 لأجد نبأ وفاتك دون تحديد ميعاد سوي بكلمة مؤخرا ، حزنت جدا وكانت لدي الرغبة في البكاء غير أنني لم أبك ، وردد لساني تلقائيا إنا لله وإنا إليه راجعون عدة مرات قبل أن أحاول الاتصال بالدكتور عزازي صديقنا المشترك ، رئيس تحرير الكرامة ، إلا أنه لم يرد ، ربما كان نائما لأنه أمضي الليل كله في متابعة العدد الأخير من جريدة الكرامة قبيل صدوره ، ، لم أجد ما أقدمه لك سوي كتابة هذه السطور لعل أحدا يقرأها ذات يوم فيترحم علي شخص اسمه محمد عبد السلام العمري ، وأستأذنك يا صديقي الذي رحل عني فجأة لأحكي للقارئ المفترض لهذه السطور عن بداية تعارفنا ، فلقد التقينا مصادفة في فرع مكتبة الشروق بالزمالك بجوار مقر اتحاد كتاب مصر وكنت أتحدث مع أحد العاملين بالمكتبة حول سماح المهندس إبراهيم المعلم ، مالك مكتبات الشروق ، لي بالجلوس بالمكتبة وقراءة ما أشاء من إصدارات دون مقابل ، فأشرت بإصبعك نحوي وحاولت تذكيري بأننا التقينا ذات مرة في مكان ما ، فتذكرته علي الفور وأخبرتك بأن لقاءنا كان في ورشة الزيتون التي يديرها الصديق الشاعر شعبان يوسف حيث أهديتني ساعتها كتابا نقديا عن أعمالك لم أنشر عنه كلمة واحدة حتى لحظة كتابة هذه الكلمات !! وجلسنا يا صديقي العزيز ، أنت وأنا ، بعد أن طلبت لي شايا علي حسابك ، أسألك وتجيب عنك وعن أعمالك وموقف وزارة الثقافة ووزيرها فاروق حسني منك دون أن أسجل كلمة واحدة من حوارنا علي أمل تكراره مسجلا مرة أخري بعد استئذان رئيس القسم الثقافي بالجريدة التي أعمل بها حتى لا أجدني في موقف لا أحسد عليه !!
وبعد لقاءنا بأيام كان لقاءنا الثاني في ذات المكان لنجري الحوار بصفة رسمية لجريدة الكرامة ، التي أفخر بعملي بها ، ثم نستقل معا سيارتك لأحكي لك عن قصة التحاقي ببلاط صاحبة الجلالة وقصة لقائي بالدكتور عزازي بعد محاولات فاشلة في جريدة " الدستور " وجريدة أخري لا يسمع بها أحد اسمها " الديار " ، كما حكيت لك يا صديقي عن خبرتي في إعداد طبق الملوخية وأسمع الآن ضحكتك التي أطلقتها فور سماعك لي وأنا أقول لك ذلك لتؤكد لي ما لا يليق ذكره لتزكية نفسي في هذا المقام ، ثم اتصلت بى يا صديقي لتخبرني بميعاد ندوة بدار الكتب تقريبا عن شهادتك الروائية فأكدت لك حضوري إن شاء الله مع علمي بأن ميعاد ندوتك كان يتقاطع مع ميعاد ارتبطت به قبل علمي بندوتك تلك ، واتفقنا في الهاتف علي أن ترسل لي كلمتك خلال الندوة علي البريد الالكتروني إلا أنك لم تفعل ، ربما لأن حالتك الصحية لم تكن تسمح .
وبعد يا صديقي الذي أسأل الله له الرحمة الواسعة ، أجريت مؤخرا عملية لقسطرة بالقلب كما أذكر حيث قرأت خبرا قصيرا عن تلك العملية لك في " أخبار الأدب " فاكتفيت بإرسال رسالة اطمئنان علي هاتفك المحمول وبذوق يليق بك حاولت الاتصال بي بعدها فلم أر اتصالك إلا بعد يوم منه ، وتحدثنا هاتفيا يومها لتقول لي كلاما يفيض حبا وبراءة يا صديقي محمد عبد السلام العمري ، لم تطل صداقتنا ، ولم أقرأ أعمالك التي أهديتها لي بعد في لقاءنا الأول ، ورغم ذلك فإنني سعيد بعملي بالصحافة التي منحتني فرصة لأتعرف خلالها علي أمثالك من الكتاب الذين ما إن تقرأ لهم حتى تحبهم ، فإذا اقتربت منهم أحببتهم أكثر .. ولا أقول في النهاية يا صديقي إلا ما يرضي ربنا ، إنا لله وإنا إليه راجعون .

هناك تعليق واحد: