السبت، 19 يونيو 2010

صحفي حر ونقابة ليست كذلك !

سراج وصفي صحفي يعمل بجريدة روزا ليوسف ويحمل كارنية نقابة الصحفيين ، وخلافا لسمعة روزا المهنية التي عرفت بها مع تولي الزميل عبد الله كمال رئاسة تحريرها ؛ فإن سراج اكتسب سمعة طيبة خلال الأشهر القليلة الماضية بموقفه الرجولي ، وليس كل الذكور رجال ، أمام تعسف عبد الله كمال الذي قرر نقله للعمل بمكتب الجريدة بالإسكندرية لرفضه نشر إعلان تحريري بصفحة الفن عبارة عن حوار مع مدير قناة فضائية ظهر علي شاشتها المناضل عبد الله كمال كمذيع في وقت لاحق من نشر الإعلان !

السطور السابقة مجرد محاولة متواضعة مني لتلخيص الأزمة مابين سراج وعبد الله ، أما موقف نقابة الصحفيين تجاه تلك الأزمة فلا يكفي لتلخيصه كلام ، فسراج دخل في اعتصامه بمبني النقابة المائة الثانية بعد مرور أكثر من مائة يوم بداية الأسبوع الجاري بينما مجلس النقابة برئاسة النقيب عضو الحزب الوطني " الديمووووقررراطي " الأستاذ مكرم محمد أحمد لم يحرك ساكنا بل تعدي الصمت غير المقبول إلي الانحياز إلي رؤية عبد الله كمال لتجاوز الأزمة وهو انحياز غير معقول ويخالف أي مفهوم لطبيعة العمل النقابي ، ورغم ذلك فهو موقف كان متوقعا من أهله الجديرون به والمعروفون بمثله في أزمات مماثلة ، بل إن وصف السيد النقيب لمن أعطي سراج مفتاح مقر اعتصامه بما لا يليق في أحدي اجتماعات مجلس النقابة بدا معبّرا تعبيرا فعليا عن حال نقابة ارتبط اسمها في وقت ليس ببعيد بالحريات !!

أما الذي يثير الغضب ؛ فهو موقف السادة أرباب القلم من المنادين بالتغيير من الصحفيين علي الأخص فموقفهم لم يزد علي زيارة بعضهم علي عجل للأخ سراج في مقر اعتصامه ثم الانصراف إلي " السبوبة " أو " النحتاية " حيثما كانت ، أما علاقتهم كأعضاء نقابيين بأزمة زميل لهم فربما لم ترد علي خواطرهم وسط حالة تغييب لمفهوم النقابي و اعتبار أغلب الجيل الجديد منا أن عضوية النقابة ليست إلا بضعة مئات نصرفها أول الشهر هي البدل وكتاب مشروع العلاج وخطابات الزميل العزيز محمد عبد القدوس بتهنئة كل منهم علي انضمامه لعضوية النقابة بجدارة وإن كنت أسمح لنفسي بمطالبة أستاذي العزيز بمراجعة حيثياته لاعتبار أن كل المنضمين إلي نقابتنا " جديرا " بانضمامه !!

أقول إن هؤلاء الذين يشتعلون غضبا أمام الكاميرات ضيوفا أو حتى كمقدمي برامج من الصحفيين لا نسمع لهم صوتا ولا نري منهم أحدا ، أين من أعطوا أصواتهم للدكتور ضياء رشوان في انتخابات النقيب الماضية من أزمة سراج ؟ أين نصفهم أو ربعهم ، أين مائة منهم يقفون يوما يعلنوه يوم غضب ضد تسييس نقابتهم وتطويعها ملاكي للحزب الوطني وخدمه وحاشيته صحفيين وغير صحفيين ؟

وفي النهاية أقول بكل صدق إن موقف أقطاب ورموز مشروع التغيير من الصحفيين تجاه الأزمة جعلني أعتقد مضطرا أن أوردتهم لا تحمل لأجهزتهم دما بقدر ما تحمل لأمعائهم عصائر ومرطبات أكثرها الليمونادة !!
وأملي أن أكتشف سذاجة اعتقادي هذا في الأيام المقبلة وإن كنت أظن أن حتى أملي في هذا سيخيب كذلك !!

خارج النص :
قال الشاعر :
الأعاصير ودوس الشوك والضرب والمذلّ
والأعاصير التي في جوف صدري تعتمل
كلها تهتف بي .. كلها تصرخ في أعماق صدري وتدوّي :
ملْ إذا ما اشتقت لاستراخاءة العاهر ملْ
ملْ مع الريح إذا مالت ، وإلا فاحتملْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق