الجمعة، 20 أغسطس 2010

DELETE


مبدئيا ليعلم القارئ العزيز أنني سأحاول قدر الإمكان أن أبدو غامضا ليقبلني النقاد إياهم كاتبا ينتمي لعصر الحداثة الذي نعيشه ، ولذا فمحتمل أن ترد فقرات بأكملها في هذه السطور غامضة جدا وغير قابلة للفهم ، وما علي القارئ حينما يقرأ تلك الفقرات المشار إليها إلا الهدوء وضبط النفس راجيا منه التفضل بعدم البصق علي صورتي التي أعتز بها جدا ، هذا إن كانت منشورة بجوار تلك السطور ، وإن لم تنشر فلتزرني علي مدونتي عبر كتابة اسمي علي جوجل وستجد إن شاء الله ما يسرك !!

الفقرة السابقة لا علاقة لها بما أود كتابته فعلا ولكنها محاولة لجعل البساط أحمدي وطمأنة القارئ أن العلاقة بين القارئ – الذي هو – والكاتب – الذي هو أنا – لا بد أن تقوم علي الصراحة ، أما وقد استغرقت مساحة لا بأس بها في كتابة هذه السطور التي ربما توّرط البعض فعلا في قراءاتها ، فلنبدأ مباشرة فيما أود قوله . نضع نقطة ومن أول السطر .

بين الحين والآخر أشعر برغبة بريئة في إزالة ملفات عديدة من علي سطح مكتب جهاز الكمبيوتر الخاص بعملي والذي أمارس عليه هواياتي المتعددة ، فحتى الآن لا كمبيوتر ولا لاب توب لدي ولا حتى تلفزيون خمسة بوصة !!

هذه الملفات التي أرغب بين الحين والآخر كما قلت في إزالتها تكون كثيرة متنوعة ، صور ، تحقيقات صحفية سبق لي نشرها ، حوارات ، مقاطع فيديو للتسلية ، مقاطع صوتية ، معلومات وأخبار من عدة وكالات مثل الفرنسية ورويترز والأسوشيتد برس ، وحينما أحدد تلك الملفات وأضغط DELETE أجد الكمبيوتر يبادرني برسالة أو اثنتين من نوع " هل تريد بالتأكيد إرسال تلك الملفات لسلة المهملات بالجهاز ؟ أو حينما أضغط SHIFT + DELETE أجد الكمبيوتر يسألني إن كنت فعلا متأكد من حذف تلك الملفات نهائيا ، مرات عديدة مرت عليّ حذفت خلالها ملفات كثيرة ثم ندمت بعد حذفها فلم أحتفظ بنسخ منها علي مدونتي أو علي البريد الالكتروني الخاص ، وهذه علاقتي مع الملفات الالكترونية التي أمضي معها عدة ساعات لا بأس بها علي مدار الساعة .
لكن لماذا حكيت تلك الحكاية التقليدية عن حذف شيء ما ثم الندم عليه بعد ذلك ، السبب أنني حاولت فرز الملفات الإنسانية المتراكمة علي سطح مكتب نفسي الإنسانية ، وحددت جميع ما اعتقدت أنه لم يعد ذو قيمة في حياتي ، علاقات سابقة بكيت لأجلها ذات مرة ثم سخرت منها فيما بعد ، قيم جلبتها معي من الصعيد لم تعد تصلح للقاهرة وقيمها ، أحزان أو أفراح فات وقتها ، عادات تخليت عنها .. إلخ ثم ضغطت علي لوحة التحكم بداخلي علي زر " حذف " ففوجئت برسالة تحمل صورة وجه غاضب لصديق قديم تؤكد أن عددا من الملفات المختارة للحذف لا يمكن الاستغناء عنها ، تراجعت عن الحذف وأعدت ترتيب الملفات مرة أخري ، وبعد ترتيبها تلاشي عدد من الملفات دون حذف بعدما لم يجد له مكانا منتظما بسطح كمبيوتري الإنساني !!

إسماعيل الأشول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق