الجمعة، 30 أبريل 2010

الهدية .. قصة قصيرة

بعد أن أرسل صديقنا القادم من الصعيد المقيم بالقاهرة إلي صديقته التي تزوجت حديثا هدية عبارة عن كريم لتيسير الممارسة الجنسية مرفقا بهديته كارت تهنئة كاتبا عليه " صدقيني لم أجد شيئا يمنحك السعادة أكثر من تلك الهدية " ، وبعد أن اطمئن صديقنا الصعيدي لوصول هديته تنهد في ارتياح كمن سدد دينا طالما أرّقه أو كمن انتقم من عدو لدود طالما تسبب في أذاه وتعكير صفو دماغه الصعيدية المركبة .

جلس هيثم – وهذا هو اسم صديقنا ولا تستغرب فالصعايدة يسمون هيثم منذ زمن بعيد وربما علي وجه التقريب منذ اندلاع الثورة ولا تسألني لماذا لأنني ببساطة لن أجيبك لاضطراري لمتابعة هيثم – جلس هيثم يفكر في كيفية مواصلة حياته تحت سماء القاهرة بعد زواج صديقته التي اعتقد ذات يوم أنها لن تكون لغيره كما سبق لهما الاتفاق علي ذلك .
وبينما هيثم يفكر في كيفية إخراج نفسه من دائرة الإحباط التي بدأت تنسج خيوطها حوله ؛ رن جرس هاتفه المحمول وقبل رده فوجئ بزميله المرافق له بذات الغرفة التي يستأجرونها منذ أشهر يستجديه ألا يرد حتى يستمتع بصوت محمد منير الشجي علي حد تعبير الزميل المغرم إلا أن " هيثمنا " هز رأسه مستنكرا طلب زميله الذي بدا علي وجهه بوادر غضب فاستلب هيثم ابتسامة صفراء لاحتواء الأزمة ضاغطا علي زر الرد ليجيب في صوت رخيم :
- نعم
- انت هيثم
- مظبوط
- فيه حد يبعت لصديقته في يوم زواجها " أستروجلايد " ؟
وهنا اكتشف هيثم أن هديته لم تصل بعد إلي صاحبتها فحاول أن يكتم انفعاله ليسأل سائلته : وفيها إيه .. هو مين حضرتك ؟
- أنا مدام ( .... ) فيعرف أنها والدة صديقته فيصاب بحرج ثم يندفع ضاحكا بعد سماعه صوت محدثته تطالبه بإرسال الهدية مرة أخري مع وعد بأن تسمح بها للمرور إلي صديقته دون أن تحتفظ بها مرة أخري ..
- يواصل هيثم ضحكاته الهستيرية ..
- طيب اذا كنت سامعني كويس .. مع السلامة..

وبينما يطلق الهاتف عدة صافرات متقطعة تعلن إنهاء المكالمة ولو من جانب واحد .. يذهب هيثم لأقرب صيدلية ثم لأقرب مكتبة هدايا ليكتب من جديد في كارت التهنئة المرفق بهديته إلي صديقته التي رغب ذات يوم في الارتباط بها " صدقيني لم أجد شيئا يمنحك السعادة أكثر من تلك الهدية ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق