الثلاثاء، 9 مارس 2010

مفاوضات العبث ..وعبث المفاوضات

هل يجوز لي أن أصف ما يجري الآن علي الساحة العربية والدولية فيما يخص حقنا في فلسطين المحتلة بالعبث..أعتقد أنه يجوز ويجوز كذلك وصفه بالسخف أو بالعهر السياسي والأخلاقي أيضا..فالولايات المتحدة داعمة العصابة الصهيونية وراعية عملية المفاوضات في الوقت ذاته رغم إسهال تصريحاتها بشأن عملية السلام ورغبتها في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة حسب تصورها طبعا وعملاءها من حكام بلاد تركب الإنسان – طبعا غير بلاد تركب الأفيال – أقول رغم إسهال تصريحات هيلاري كلينتون والنفعي الخبيث أوباما إلا أن الماما أمريكا - ماما حكامنا – لم تخفّض حتى لحظة كتابة هذه السطور دعمها المتواصل المخصص للاستيطان الإحلالي العنصري الذي تمارسه العصابة الصهيونية.. أقول لم تخفّض وليس تهدد بمنع أو قطع هذا الدعم الموقوف لطرد أهلنا من ديارهم وتوطين الصهاينة مكانهم كما أشار إلي ذلك أستاذنا المفكر اليهودي الكبير نعوم تشومسكي .. رغم هذا الموقف الإزدواجي من الولايات المتحدة إلا أن السيد عمرو موسي صاحب التمثيل الأروع في مسرحية إدارة العربي الإسرائيلي الرسمية وأمين عام جامعة الدول العربية لم يطوّر ولا أقول يغّير أو يبدّل موقفه القائم بالأساس علي قاعدة أصيلة اتبعها منذ زمن بعيد ووجد لها صدي إيجابي لدي الحاكم والشارع العربيين وهي قاعدة " كثير من الكلام ..ثم كثير من الكلام ..وكثير من الكلام ولا فعل مطلقا " فالرجل تزامنا مع مؤتمر أنا بوليس الذي دعا إليه غير المأسوف علي رحيله بوش الصغير وحجّت إليه الوفود العربية قال إن الأمريكان ضحكوا علينا في مسألة السلام المزعوم وهو تصريح كان يستدعي موقفا يؤكد اتساق صاحب القول مع أفعاله إلا أن الرجل وامتثالا لسياسة ارتضاها لنفسه منهجا وسبيلا لم يفعل شيئا مطلقا وهاهو يكرر تصريحاته مع بدء المفاوضات غير المباشرة بين الصهاينة وسلطة عباس بوساطة أمريكية حيث علّق – لا فض فوه – علي إجراءات العدو الصهيوني الاستيطانية قائلا بأنها رسائل سلبية من إسرائيل للإدارة الأمريكية !! .. السلطة الفلسطينية العميلة بموجب تنسيقها الأمني مع الكيان الصهيوني وملاحقتها للسادة الأماجد من المقاومين الأبرار دأبت كذلك علي تمثيل دور يقل قليلا في حبكته وإتقان تأديته عن دور السيد عمرو موسي فعباس وعريقات وعزام الأحمد وغيرهم من رموز سلطة البطاقات الخضراء التي يمنحها لهم الكيان الصهيوني لا يزالون يخرجون بين لحظة وأخري ليعلنوا أن التعنت الصهيوني مستمر وأن الصهاينة يدفعون العالم إلي حرب دينية بانتهاك حرمة المقدسات ..فإذا كان ذلك كذلك فلماذا تواصلون تلك المفاوضات التي انتهت إلي تلك الصيغة وهذا الشكل التراجيكوميدي – كوميديا سوداء – تطلقون عليه المفاوضات غير المباشرة مع الصهاينة بوساطة أمريكية دون وقف الاستيطان مطلقا بعد أن سبق لعباس اشتراط وقف الاستيطان – مؤقتا – لاستئناف المفاوضات إلا انه بلع اشتراطه لاحقا .. الأنظمة العربية صاحبة النهج الاستسلامي لم تغير ولم يدهشنا أنها لم تغير من موقفها المتواطئ جملة وتفصيلا مع العدو مع تمسكها بنغمة الشجب والتنديد بين الحين والآخر وهي نغمة يطرب لها الأعداء كثيرا..يمكننا القول إجمالا أن معيار الفرز- رغم كل الضجيج المفتعل لملف المفاوضات الانهزامية – لا يزال واضحا كشمس استوائية فحقي السليب لن يستطيع أحد منعي من المطالبة به والتأكيد عليه مهما تواطأ الطغاة أو اشتد في عدوانه اللص الجبان ..كل فلسطين أرضنا .. و"إياكم أن تتوحشوا طريق الحق لقلة السائرين فيه " كما قال أستاذنا الراحل جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق