السبت، 31 أكتوبر 2009

في كل حين لنا في المصطفي أمل ..بقلم ماجدة أباظة

بصعوبة شديدة جدًا استطعت الحصول علي لقاء مع الشيخ الجليل، فسألته أن يحدثني عن المصطفي - صلي الله عليه وسلم - عن أشياء لا نعرفها كثيرًا عنه. فقال لي: إننا نسمع ولكن لا نعي ما نسمع. لأننا بعيدون كل البعد عن السيرة العطرة. فحينما سُئل المصطفي - صلي الله عليه وسلم - من أنت؟ قال:أنا سيد ولد آدم ولا فخر. فمن هو ولد آدم؟ هل هم الأنبياء الذين ذكروا في القرآن؟ والذين لم يذكروا برسالاتهم وبمن كفر بهم وبمن آمن بهم إلي يوم القيامة؟ نعم. فهذا شرف لهم أن يكون المصطفي - صلي الله عليه وسلم - سيدهم. فلولاه لما كنا. ولولانا لما كان. ولولانا ولولاه لما كان الذي كان. المصطفي المعصوم من؟! هو قدوة للاقتداء. فهو معلم البشرية الأول، فحينما ذهب سيدنا موسي إلي سيدنا الخضر، ذهب ليتعلم. وحينما ذهب أبو اليزيد البسطامي إلي البطريرك ذهب لكي نتعلم ونتعرف علي إمامنا المصطفي - صلي الله عليه وسلم-. فحينما رأي أبو اليزيد المصطفي - صلي الله عليه وسلم - في منامه قال له: اذهب إلي البطريرك وأنت تري من آيات ربك عجبًا. فلما ذهب وجلس بين الشعب، فتوقف البطريرك وقال بينكم محمدي، فقالوا: كيف عرفت؟ فقال: إن أصحاب محمد سيماهم علي وجوههم من أثر السجود. وهنا أريد التوضيح، سيماهم ليست العلامة التي علي جباه بعض الناس ولكن سيماهم بمعني نور الله علي وجوههم وبهائه. فأشار البطريرك إلي أبي اليزيد ليخرج من وسط الجموع. فقال: والله لأخرج حتي يحكم الله بيننا.
فقال البطريرك: إني سائلك أسئلة، إذا أجبت عنها، جلست بيننا وإن لم تجب فعليك الخروج. فقال أبو اليزيد: قال عز وجل «اتقوا الله ويعلمكم الله» وهنا لي وقفة، ففي بعض التفاسير يتحدثون عن النبي، أن الذي علمه هو جبريل، وأنا اختلف معهم اختلافًا كليًا وجزئيًا، لأنه قال: علمه شديد القوة وهنا شديد القوة رب العزة وليس جبريل. نحن حينما نتقي الله، يعلمنا الله. فهل نحن نساوي شيئًا أمام سيد الخلق ومدينة العلم. فالذي علمه هو الذي أدبه كما قال «أدبني ربي فأحسن تأديبي. ونرجع إلي أبي اليزيد حين طرح عليه البطريرك الأسئلة. فقال له: قل لي، من الواحد الذي لا ثاني له؟ ومن الاثنين اللذين لا ثالث لهما؟ ومن الثلاثة الذين لا رابع لهم؟ ومن الأربعة الذين لا خامس لهم؟ ومن الخمسة الذين لا سادس لهم؟ ومن الستة الذين لا سابع لهم؟ ومن السبعة الذين لا ثامن لهم؟ ومن الثمانية الذين لا تاسع لهم؟ ومن التسعة الذين لا عاشر لهم؟ وما العشرة القابلة للزيادة؟ ومن الأحد عشر؟ وما المعجزة المكونة من اثني عشر شيئًا؟ ومن الثلاثة عشر؟. وما الشيء الذي تنفس ولا روح فيه؟ وما القبر الذي سار بصاحبه؟ وما الشيء الذي خلقه الله وأنكره؟ وما الأرض التي طلعت عليها الشمس مرة واحدة؟ وما الشجرة المكونة من اثني عشر فرعًا، في كل فرع ثلاثون ورقة في كل ورقة خمس ثمرات، ثلاث منها في الظل واثنتان في الشمس؟ وهنا نعلم أن السائل يعرف الإجابة، ويعلم ما قدرة المجيب الذي سيجيبه. فإذا نظرنا إلي هذه الأسئلة لوجدنا إجاباتها في جميع الكتب السماوية. فحينما نجيب عن هذه الأسئلة سوف نري أن لهذا الكون إله عظيم علَّم نبيه ماذا صنعت الأنبياء التي أرسلت من قبله لكي يبلغوا رسالة الخالق العظيم رب السماوات والأرض وما بينهم. وفي المقالة القادمة سيتم الرد علي هذه الأسئلة.
في كل حين لنا في المصطفي أمل، حتي إذا حان الإسراء يسرينا، وكفه من عطاء الله يمنحنا، ومن تدانيه يطعمنا ويسقينا. لما دنا العرش والكرسي جيء به في أول الليل وازدانت مراقينا. حلت علي أهل هذا الحي فرحته، كل تخلي فلا معنا ولا فينا. لكنه من ندي الكف ألبسنا ثوبًا صفيًا شهدناه بدا فينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق