السبت، 31 أكتوبر 2009

علي الله الكريم يكون قصدي ..بقلم ماجدة أباظة

مازلنا في الحديث عن الرزق. فإذا أردنا الرزق فعلينا أن نسعي علي السبل التي رسمها لنا سيد الخلق صلي الله عليه و سلم. فغالبية عظمي من هذا الشعب البسيط الفطري نراها تتجه اتجاهات أخري إلي أرباب الدجل والشعوذة. فيذهبون إليهم ويدخلون عندهم ويرون بأعينهم ما مدي القحط الذين هم فيه ولا يفكرون لحظة أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا لهم شيئًا. ولو استطاعوا لفعلوه لأنفسهم. ولكنهم يذهبون من أجل أحجبة كتب بداخلها أشياء لا يستطيع المرء أن يقرأها، لأن الذي كتبها لا يعرف كتابة اسمه. فهي نغبشة. وحتي الدجالون المتعلمون لا يكتبون أشياء مفهومة و لكنها كلها نغبشة لأنهم يضحكون علي من يذهب إليهم لكي يطلب منهم العون في الرزق بحجاب أو تعويذة يصنعها لهم دجال يقولون عنه إنه شيخ.
ولكنهم منساقون وراء القشة التي يتعلقون بها ونسوا ما قاله سيد الخلق صلي الله عليه و سلم: «أنه من ذهب إلي عراف فقد كفر بما أنزل علي محمد» . إنهم يعترضون علي أرزاقهم فيذهبون طالبين العون. و نسوا أنه «لا حيلة في الرزق و لا شفاعة في الموت»، لكننا جميعا نريد التحايل بالحيل الكثيرة التي توضع أمامنا من قبل دجال و مشعوذ. وحينما تفشل حيلته نبحث عن غيره. ومن عجب العجاب أننا نسمع في كل يوم أحاديث كثيرة وآيات عظيمة تدلنا علي أبواب الرزق. لكننا لا نتبع سبيلها فقد قال عز و جل:«ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب». ولكننا لا نريد بذل قليل من المجهود في أن نتقي الله. وهنا استوقفت الشيخ و قلت له حدثني أكثر عن الرزق. فقال لي الزواج رزق و أصبحت الغالبية العظمي من فتياتنا تبحث عن هذا الرزق و تذهب أيضا إلي المشعوذين لكي يعجلوا لها بزواجها. هنا تحدث الكارثة، فنسبة تعادل الـ 99 وتسعة من عشرة من المشعوذين يذهبون ببناتنا إلي الهاوية بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان في أي كتاب من الكتب السماوية. لا أدري من أين أتوا بهذه الاختراعات. فهناك تفاصيل مخلة و تطاولات مخجلة كثيرة يقوم بها الدجال. وهنا نحن نعي ما نقول. فكل فتاة قسم لها زوجها ومن قسم له بعدم الزواج فهذا كله في لوح محفوظ. وحين نسأل أي رجل أو امرأة أو شاب أو فتاة، هل جربتم الاقتراب من الله شبرا كما قال المصطفي عن لسان رب العزة: «من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا» فلماذا لا نتقرب إليه؟، ونستغفره ونحاسب أنفسنا وننظر إلي ما صنعنا من تجاوزات و نتوب. فالآن حينما نخرج إلي الطرقات الكل يختبئ وراء الزي الديني. السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه، ما العفة؟ فالعفة والاحترام أشكال وألوان تتعدي مجرد زي. فنحن نري سيدات و فتيات محترمات محجبات كما نري أيضا محترمات غير محجبات. و العكس صحيح. فكما روي المصطفي «تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ونسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك». فالأصل البحث عن ذات الدين بالمفهوم العميق للدين و ليس قشوره. فكل فتاة لها رزقها من الزواج. والشيء بالشيء يذكر، هنا نروي قصة سيدنا موسي حينما كان ينظر إلي غزالة تقف وسط خضرة كثيرة وتبكي وبعد فترة من الزمن وجد هذه الغزالة في الصحراء تضحك فاقترب منها و قال لها أتبكين وأنت في الخَضَار وتضحكين وأنت في الصحراء؟. فقالت: وأنا في الخضار علمت أن الرزق من حولي كثير فكيف إذا منع عني وهنا بكيت. وحينما منعت الرزق تذكرت وأنا في الصحراء فضحكت، وكما قال المصطفي صلي الله عليه و سلم: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا». فالرزق كما قال رب العزة: «ورزقكم في السماء وما توعدون»، فكل شيء قدر له رزقه. «فمن كان رزقه علي الله فلا يحزن» . أما من كان رزقه بين يدي دجال مشعوذ فلابد له أن يحزن وأن يراجع نفسه ويتبع السبل كما قال المصطفي صلي الله عليه وسلم: «من كان يريد الرزق فعليه بالاستغفار ومن كان يريد سداد ديونه فعليه بالاستغفار، ومن كانت تريد الزوج الصالح فعليها بالاستغفار من كانت تريد صلاح معيشتها فعليها بالاستغفار، ومن كان يريد البركة في رزقه ومعيشته وصلاح أبنائه فعليه بالاستغفار، فإذا جلس وقال: «استغفر الله العظيم هو التواب الرحيم مائة مرة كل يوم إلا زيل عنه الهم والغم والكرب» فلما سألت السيدة عائشة المصطفي لما تستغفر ربك وقد غفر لك من ذنبك ما تقدم منه و ما تأخر، فقال المصطفي: أفلا أكون عبدا شكورا. المصطفي يستغفر ربه في اليوم مائة مرة فكيف لا نستغفر نحن. و قبل أن نستغفر لابد لنا أن نصلي. فقد قال رب العزة: «ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون». فالرزق يأتي حينما نصلح بيننا وبين الرزاق.علي الله الكريم يكون قصدي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا هو السند الذي صرنا إليه هو النور المعظم يحتوينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق