الاثنين، 15 فبراير 2010

في عيد الحب .آه ياحب !

الاحتفال بعيد الحب حرام ..فتوي سمعتها من شيخ المسجد الذي أصلي فيه ورغم اعتقادي في خطأ تلك الفتوى إلا أنني لم أحتفل بالعيد إلا من موقع المتفرج وهو ما وجدت فيه متعة أنستني مرارة مرور هذا اليوم بدون أحبة كنت ألفتهم غير أن القسمة والنصيب لم تبق لي منهم سوي طيب ذكراهم !
خرجت من الشقة بعد غروب الشمس لأن اليوم صادف إجازتي الأسبوعية من عملي فوجدت فيه فرصة لممارسة بعض الأعمال المنزلية كان أهمها إعداد طبق ملوخية وآخر مكرونة استغرقا مني نحو الساعة تقريبا غير أنني كنت في غاية السعادة رغم بعض العناء الذي وجدته في غسيل الأطباق ..بعد خروجي هاتفت أحد الأصدقاء فأخبرني بحفل توقيع لمجموعة كتب لصديق مشترك فآثرت حضور هذا الحفل الذي انعقد بنقابة الصحفيين علي ندوة كان يعقدها في نفس التوقيت تقريبا أحد المراكز الثقافية لأحد الأدباء ، حضرت حفل التوقيع قبيل بدءه بقليل فبادرت بمداعبة الطفلة الجميلة " يارا " ابنة أحد الزملاء التي قابلت مداعبتي بكبرياء فتاة من أولئك الشقراوات ذوات القباب المتفجرة فراحت تزمجر وتتمتم بكلمات فهمها الجميع فحاولوا تخليصها مني فلم ينجحوا في ذلك إلا بعد تقبيلي لوجنتي وجهها المريمي ، انشغلت بعد مداعبة " يارا " بمتابعة فعاليات حفل التوقيع وكلمات المتحدثين من مؤلف الكتاب وحتى رموز الصحافة والسياسة فوجدتني راغبا مع حضور مصور الجريدة التي أعمل فيها في التقاط صورة بجانب الإعلامي البارز الذي اشتهر ببرنامجه الذي أوقف لعدة مرات وبعد التقاط الصورة عزمت علي الرحيل إلا أن قدماي حملتني إلي مطعم النقابة بالدور الثامن وما إن وصلت حتى طلبت وجبة صغيرة اعتذر لي الأخ الذي أحضرها لي بأنها أخر وجبة ولذلك فإن قطعة الفراخ بها لم تكن كما يجب ورغم ذلك فقد دفعت كما يجب أن يكون الدفع وتلك طبائع الأمور في بلادنا ورغم أنفي أكلت الحلو الذي أحضره الشاب الوسيم الذي كان يقوم بالخدمة وربما التهمت الحلو والوجبة امتثالا لتضامن عقلي الباطن مع هذا الشاب الذي يزرع الطريق جيئة وذهابا ليخدم أمثالي ممن يحسن بهم خدمة أنفسهم ..انتهيت من الوجبة والحلو علي أمل العودة في وقت لاحق ثم غادرت مبني النقابة نحو أقرب بائع جرائد لشراء العدد الأسبوعي من جريدة الكرامة ..ولم أندم علي شراء العدد فالزملاء نشروا موضوعي الذي أرسلته عبر البريد علي أفضل ما يكون النشر، وبعد قطع عدة خطوات نحو محطة الأوتوبيس للعودة إلي شقتي التي تركتها بمفردها مع جدرانها الأربعة الذين لا يحركون ساكنا وجدتني أعود لأزرع نفسي وسط البلد ومع مواصلة السير تركت لنفسي مطلق الحرية لمراقبة كل ثنائي أقابله من الشباب والفتيات بالشوارع الواسعة المتقاطعة ..سمعت همسا رومانسيا حينا وبثا لشكاوي تحمل همّا ثنائيا للمحبين أحيانا فضلا عن حكايات رتيبة مملة اشتهرت بنات مصر بالثرثرة فيها علي الدوام حول الأم والخالة والعمة والأخ الصغير والقطة والكلب إلخ ورغم استمتاعي بهذا التلصص الذي سمحت لنفسي بممارسته عن طيب خاطر إذ أننا في شارع يسير فيه الصالح والطالح جنبا إلي جنب ومن يخش من المراقبة أو التنصت مايتكلمش علي حد تعبير وزير داخليتنا ذات مرة معلقا علي فضيحة مراقبة السياسيين ، أقول ورغم ذلك إلا أن بعض الهمس أزعجني وأثار حزنا دفينا بداخلي فهذه الفتاة دامعة العينيين ذكرتني بموقف كنت أحد طرفيه منذ نحو عام تقريبا ..دموع حبيسة لا تستجدى حبيبا أو معشوقا بقدر ما تستجدي واقعا أصدر حكمه ضد الطرفين بالافتراق دون بصيص أمل بقبول استئناف هذا الحكم ..لم أسمح لنفسي بمواصلة هذه الذكريات لأسباب عدة كان أهمها أنني هنا في وسط البلد لمراقبة هؤلاء المحبين والاستمتاع بذلك فضلا عن قرءاة وجوه بعضهم كما كان يوصينا بذلك العم يحيي حقي فضلا عن مداعبتي لأطفال الأجانب الذين يستجيبون في معظم الأحيان لي وقد تمتد المداعبة نادرا لذوي هؤلاء الأطفال من الإفرنج أحفاد الاستعمار الذي عطل نهضتنا الكسيحة لقرون ..واصلت السير فأصابني التعب والقرف لأنني سمعت كلاما يوحي بأن أحد السائرين خلفي أو بجواري يكاد يبرم اتفاقا لممارسة الجنس وهو الآن يتفاوض في السعر المطلوب كما رأيت بأم عيني أحدي الفتيات وقد بالغت في استعراض مفاتنها فأجهزت تماما علي أي جمال قد يتبدي لأمثالي في هيئتها إذ بدت بائعة هوي صريحة وبائعة الهوي لن تقبل علي النظر اليها مالم تفكر مثلها بنصفك الأسفل وهو مالم أكن مستعدا لفعله علي الاقل في تلك اللحظة ..
وصلت الي ميدان طلعت حرب وسمعت صوت الفنانة عزة بلبع يصدح بأغاني أحمد فؤاد نجم من مقر حزب الغد جناح أيمن نور حيث تحول الحزب بفضل عبقريات الحزب الحاكم ولجنة شوؤن الأحزاب إلي حزب الغد بالأجنحة ..موسي ونور وربما جميلة علي حد تعبير أحد الزملاء.. صعدت إلي مقر الحزب للاستماع وجلست قليلا ثم غادرت المكان متوجها للعودة الي منزلي وآخر مايستحق أن يروي من هذه الساعات القليلة أن أحد المواطنين ممن استقلوا معي السيارة الأجرة أعطاني أجرة لاثنين ثم عاد ليطالبني بالباقي فأكدت له أنه لم يدفع اكثر من المطلوب منه بنبرة عمدت من خلالها لزجره عما ينويه من نصب محتمل علي مواطن كادح مثلي إذ لايستطيع أي من الركاب النصب علي السائق فآثر المواطن السلامة والتزم الصمت معبرا عن قبوله بما انتهت اليه محاولته الفاشلة معي في ..في عيد الحب..آه ياحب !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق