الأحد، 21 فبراير 2010

عفوا ..لن يكون ولائي دوما للفقراء !

جلست مع أحد أساتذتي في شقته الخاصة وبعد تناولنا لوجبة شعبية بسيطة كانت مكوناتها من الفول والعدس سألني عما لوكنت سأختار الكافيار طعاما لي فيما بعد فأكدت له أن هذا السؤال لن يجد طريقا إليّ في حينها لأنني وببساطة بمجرد قدرتي علي دفع ثمن وجبة الكافيار سأفعل دون تردد أو فلسفة مالم يمثل ذلك عبئا أو أزمة موازنة في جيبي المتواضع ..عاد أستاذي الذي أقدره كثيرا إلي شرح أبعاد طرح هذا السؤال البلاغي علي العبدلله ويقال عن السؤال أنه بلاغي بمعني أن المقصود منه ليس الاستفسار وإنما أبعد من ذلك ربما الاستنكار أو الحث أو الدهشة أو حتي الإدانة ! المهم عاد أستاذي ليفهمني أن المسألة ليست كما فهمت وإنما هي مسألة انتماء وأشياء من هذا القبيل لطبقة الفقراء الكادحة المثابرة المظلومة المقهورة المغيبة إلخ تلك الصفات المستحقة بطبيعة الحال مذكّرا إياي بأحمد نبيل الهلالي المحامي الذي ترك حياة الترف إلي حياة التقشف والزهد انحيازا لهؤلاء البسطاء ..اقتنعت جزئيا بما حكاه لي أستاذي العزيز معتقدا أنه بذلك يحاول تسليتي أو مواساتي لكون الحال ليست كما يرام لدي في الفترة الأخيرة ..لم أعر الأمر اهتماما أكبر وتركت أستاذي ممتنا لاستضافته إياي ومنحي مالم يجد به لغيري من حديث لاأعتقد انه قد يتكرر ..توجهت الي منزلي ولا أفكار ذات قيمة تسيطر علي بالي سوي الوصول في أقصر وقت ممكن لإدراك أطول وقت ممكن من الليل الذي يهرع مذعورا أمام خيوط الصباح الذي بدت بوادره في كبد السماء ..وصلت ونمت ثم قمت متأخرا عن ميعاد عملي المعتاد فأسرعت في ارتداء ملابسي ونزلت ممنيا نفسي بإمضاء إذن تأخير من مديري المباشر ..مرت أيام وأيام وفكرة الانتماء والولاء للفقراء لاتزال محتفظة بمكانها في تفكيري وإن كان ينحسر مرة ثم يزيد مرات إلي أن اهتديت عبر الاحتكاك المباشر بهؤلاء الذين نسميهم نحن من حملة الأقلام بالفقراء والمطحونيين وإهيء إهيء إهيء وكمان إهيء إهيء ..أقول اهتديت الي فكرة ربما تشمل فكرة أستاذي لكن لاتنفيها علي أي حال وهي ان ولاء الإنسان لايجب ان يكون وهذا هو رأيي الذي لايحق لأحد في هذا العالم بمن فيه قاريء هذه السطور مصادرته ؛ بافتراض أن لهذه السطور قاريء أساسا !أقول اهتديت الي فكرة أن ولاء الإنسان لايجب أن يكون إلا للشرفاء فقط أغنياء كانوا أو فقراء رجال أعمال كانوا أو ماسحي أحذية بائعي جرائد كانوا أو رؤساء حكومات ..وأدين بهذه الفكرة التي اهتديت اليها الي عدد لابأس به ممن نعتقد بأنهم ياعيني وياحرام مظلومين وبانهم احتكروا المأساة الإنسانية بمفردهم وإن النظام الجبان اللي بيحكمنا معندوش رحمة لدرجة إنه سايبهم لوحدهم في مواجهة المجتمع الأناني بتاعنا ..انا عايز أكتب للقاريء " سك أو ست ست .." أقصد هذه الحركة التي نطلقها بضم شفاهنا وباستخدام اللسان لننفي بها شيئا ما بطريقة ساخرة ..بالظبط مثلما فهمت حضرتك ..فهؤلاء الأماجد الذين تعامل معهم العبد لله بصفته أحدهم والساكن بجوارهم واللي طالعة عينه أمامهم رايح جاي علي مدار تاني سنة أهو ..أقول هؤلاء الأماجد لم يجدوا لدي أخلاقهم الرفيعة وخصالهم الحميدة مايتعاملون به معي بعيدا عن أيديولوجية القنص أو السرقة وكويس ان كلمة أيديولوجية قدرت أدخلها في جملة ده معناه اني مثقف ومش محتاج شهادتك ياجاهل ..مش القاريء طبعا ده الجاهل اللي في بالي وأول مايقرا اللي انا كاتبه هيعرف نفسه ..فالعبدالله ..ما إن يقرر شراء أو بناء أو استئجار أو تفصيل أو إصلاح أو حتي الجلوس علي مقهي في ميعاد متأخر إلا ويجد البهوات الفقرا ياعيني اللي بيوصلوا ليلهم بالنهار أو بيوصلوا النهار بالليل علشان ياكلوا متربصين به وكأنه من الناطقين باللاتيني لمجرد الهيئة المعقولة للبني ادم وربك أعلم بالسرائر ..تصور ياقاريء العزيز أنا كنت بأبقي عارف إني بأتسرق بس كنت بأعديها من غير نرفزة لكن لما تلاحظ وتشاهد مطحون معندوش مانع يطحن مطحون غيره يعني حتي مش حد من جنس تاني مثلا زي العبدلله زي ماهما فاهمين ومبسوطين بفهمهم اللي بيبررلهم سرقتي المقننة وده وحياة عيالي كارمك وسايبلك نص التمن ولو لغيرك هتبقي بخمسة وعشرين وليك انت بعشرة بس ..طب ياعم الحج غيري ده ابن كلب ولا حرامي ولا غيري ده تقصد بيه مين علشان الحق احذره ..نهايته طبعا كلام كتير واسهاب ممل وده مش مقصود دي فضفضفة مالهاش ميزان ولاقاعدة اللي عاجبة يقرا واللي مش عاجبه يتفضل بس في الختام انصحك ياضنايا ياقاريء هذه السطور؛ ولائك يكون للشرفاء فقط ومش كل الأغنياء حرامية ولاد كلب ومش كل الفقراء شهداء ومناضلين من رفقاء تشي جيفارا وجمال عبدالناصر ..سلام ياعم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق