السبت، 5 فبراير 2011

من يؤيد السيد الرئيس ؟!

في مصر الآن ثورة قائمة لم تخمد ، ولن تخمد قبل رحيل السيد الرئيس محمد حسني مبارك عن منصبه ، بغض النظر عن طبيعة المهنة التي سيمارسها بعد رحيله ، هذا هو المطلب الأكثر إلحاحا من جانب جموع المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير الآن صباح السبت 5 فبراير 2011 ، هذا المطلب المشروع والضروري لضمان نجاح الثورة يرفضه البعض ممن تعطلت بعض مصالحهم نتيجة الانفلات الأمني الذي ترتب علي انسحاب رجال البلطجي حبيب العادلي وزير الداخلية السابق من أماكنهم ومهماتهم في حراسة وتأمين الناس والممتلكات ، لكن هذا الرفض ليس حبّا في مبارك أو تأييدا له وإنما بناءًَ علي تصوّر خاطئ مفاده أن حالة الاختلال في إيقاع حياتنا اليومية سببه المظاهرات وليس مؤامرة وقحة من النظام الوقح الذي يحكمنا .
إذن فبعض المؤيدين لمبارك أناس سذج لم يفهموا طبيعة ما حدث ويحدث ، وهؤلاء أقلية قليلة من أبناء الأحياء الشعبية الفقيرة ممن يفتقدون الحد الأدنى من الوعي السياسي والثقافي بما فعله الثوّار وما يريدون تحقيقه لمصر كلها ، وبكل أسف لا يقتصر هذا الفهم الساذج لحقائق الأمور علي هؤلاء فقط بل يمتد إلي بعض حملة الشهادات العليا من خريجي الجامعات بل وحتي ، يا للغرابة ، لبعض من أعرفهم من حملة بطاقات عضوية نقابة الصحفيين !! أي أن بعض المنوط بهم أن يكونوا أكثر وعيّا هم في حقيقة الأمر ، بأكثر العبارات تهذيبا ، أجهل من دابة !
الفئة الثانية التي تعتدي علي المظاهرات وتؤيد السيد الرئيس هم مجموعات من البلطجية المنظمين ، لا انتماء لهم إلا لوجبة طعام أو رزمة جنيهات أو حبّة برشام مخدر أو حقنة كيف أو زجاجة بيرة أو امرأة لا ذوق لها ترغب في المتعة ، ومن الممكن جدا أن يقتل أحدهم واحدا من أهله لو عارضه يوما في أمر اعتقد بصوابه من وجهة نظره ، هؤلاء البلطجية رأيتهم بأم عيني عصر الجمعة 4 فبراير 2011 وهم يحاولون اختراق اعتصام الثوّار بميدان التحرير وقد راعني ما رأيت منهم فالأسلحة البيضاء متوفرة بأيديهم بأشكال وأنواع مختلفة بدءاً من المطواة وحتي الساطور ، ولذلك فثوّار مصر الشرفاء من الشباب أقاموا متاريس تحت حماية القوات المسلحة علي مداخل الميدان عند كل الشوارع المؤدية إليه تقريبا حتي أنهم يستوقفون الداخل إلي الميدان إن كان صحفيا أو متظاهرا أو متفرجا ثلاث أو أربع مرات علي مسافات متقطعة حتي قلب الميدان مع تحديد طرقات منفصلة للدخول والخروج .
خلاصة القول ، مصر اليوم أغلبية تريد للرئيس أن يرحل هو وأركان حكمه حتي تستطيع بجهود مخلصة إزالة آثار ما لحق بنا من خراب علي مدار سنوات حكمه الميمونة ، وأقلية بينها الساذج والغبي والبلطجي كبيرا كان أو صغيرا يريد استمرار الرئيس لاعتقاده بارتباط الحياة في برّ مصر بوجوده ، أو ليقينه بارتباط سلامته وسلامة ما نهب ببقاءه !
فهل عرف الناس من يؤيد السيد الرئيس ؟!
إسماعيل الأشول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق