الخميس، 29 يوليو 2010

جرأة .. من شعر العم أحمد مطر


جرأة


قلتُ للحاكمِ : هلْْ أنتَ الذي أنجبتنا ؟
قال : لا .. لستُ أنا
قلتُ : هلْ صيَّركَ اللهُ إلهاً فوقنا ؟
قال : حاشا ربنا
قلتُ : هلْ نحنُ طلبنا منكَ أنْ تحكمنا ؟
قال : كلا
قلت : هلْ كانت لنا عشرة أوطانٍ
وفيها وطنٌ مُستعملٌ زادَ عنْ حاجتنا
فوهبنا لكَ هذا ا لوطنا ؟
قال : لم يحدثْ ، ولا أحسبُ هذا مُمكنا
قلتُ : هل أقرضتنا شيئاً
على أن تخسفَ الأرضَ بنا
إنْ لمْ نُسدد دَينَنَا ؟
قال : كلا
قلتُ : مادمتَ إذن لستَ إلهاً أو أبا
أو حاكماً مُنتخبا
أو مالكاً أو دائناً
فلماذا لمْ تَزلْ يا ابنَ الكذا تركبنا ؟؟
… وانتهى الحُلمُ هنا
أيقظتني طرقاتٌ فوقَ بابي :
افتحِ البابَ لنا يا ابنَ الزنى
افتحِ البابَ لنا
إنَّ في بيتكَ حُلماً خائنا !!!!!!

الثلاثاء، 27 يوليو 2010

أهل الحب صحيح مساكين ؟! .. ليس صحيحا بالمرة ياست !


أشعر بسعادة غامرة وأنا أستمع إلي سيدة الغناء العربي " ثومة " حينما تشدو بصوتها العذب وكلمات عباقرة الشعر والمعني وأساتذة اللحن الجميل والطرب الأصيل ، ولكن سعادتي هذه لا تمنعني من الاختلاف مع بعض ما جاء في بعض أغانيها التي أحبها كثيرا رغم عدم حفظي لها ، فأنا لا أحفظ أية أغاني إلا فيما ندر وبصفة خاصة إذا كانت الأغنية عبارة عن قصيدة لأحد شعرائنا الكبار مثل العم نزار قباني مثلا !

اختلافي مع الست ثومة هذه المرة يتمحور - حلوة يتمحور دي - يعني يتمركز حول مقولتها أو غنوتها " أهل الحب صحيح مساكين " ليسوا كذلك مطلقا ، فأهل الحب في سعادة غامرة إلي ما شاء الله ، أهل الحب هم الأقوي مناعة بدليل أبحاث الطب الحديثة ، واسألوا صديقي العزيز أستاذ المناعة الدكتور عبد الهادي مصباح ، أهل الحب الأكثر تفاؤلا وبشرا ، وهم الأقدر علي اقتناص لحظات الفرح والمرح البريء من رحم مآسي ومساؤي العصور المظلمة كالتي نحياها في ظل حكم الحزب الحاكم بقيادة الرئيس بدنجان ابن أفشخان رئيس جمهورية هبش ستان العربية ، أهل الحب ليسوا مساكين ياست ، أهل الحب ليسوا حياري ، أهل الحب في نشوة دائمة مستمرة ، ويكفي المحبوب أن يستمع من محبوبته لكلمة واحدة ليظل مشحونا بطاقة هائلة لا حد لها ورغبة محمومة في الانطلاق والانجاز ، أهل الحب ناس جدعان أوي ، أنقياء إلي أبعد حد ، لا يفكرون بنصفهم الأسفل كحكام دول نهب ستان العربية ، يفكرون دائما بعقولهم ، لكن عقولهم تلك تأخذ أجازة مفتوحة حينما يبدأ حديث الأحباب ، يصبح القلب هو السيد والحاكم والمحدد لمسارات خيارات حياتهم المصيرية ، يصبح القلب هو صاحب الكلمة الأولي مع الاحتفاظ بقاعدة أساسية لا يحيد عنها أحد من المحبين مفادها أن سعادة المحبوب هي الغاية الأسمي والهدف الأرقي والأهم ، أهل الحب يرون كل شيء في الحياة جميلا ، ويريدون لكل شيء جميل أن يزداد جمالا ، يرون الأطفال الصغيرة فتلهج ألسنتهم في السر بأن يرزقهم الله أطفالا يملئون حياتهم بهجة فيما بعد ، ولا يتذكرون مطلقا سخافات المؤسسات الرسمية بشأن زيادة السكان أو ما يسمي بتنظيم الأسرة ، شخصيا أود لو تلد زوجتي في المستقبل طابورا صغيرا بطول صالة شقة صغيرة من الأطفال لألهو معهم فيركبون ظهري مرة واحدة في تلك الصالة ويصلّون خلفي في براءة الأطفال فأجد من يترك الصف خلفي ليركب فوق دماغي حتي تكاد تزهق روحي فأقذف به في الحائط فيصرخ طالبا النجدة فيترك باقي المصلين خلفي أماكنهم بحثا عن وسيلة لإسكات عضو الفريق الذي أصيب دون سابق إنذار ! أسرفت في الكتابة عن أحلامي الطفولية ، لكن لا بأس فكما قلت من قبل ، أنا في هذه المدونة رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير والسكرتيرة أيضا وما أمر السكرتيرة في صحافة القاهرة بالأمر الهيّن ويابخت من كان دمه خفيفا من شباب الصحفيين في مصر علي دم سكرتيرة رئيس تحريره أينما كانت ، كنت أقول إن أهل الحب ناس زي الفل ، طموحاتهم إسعاد بعضهم حتي آخر العمر ، فيطمحون إلي نيل الأفضل والأحسن دائما فتجدهم الاكثر جدية وإنجازا في مجالاتهم المختلفة بينما غيرهم من كارهي الحياة ، من سدّت سياسات الحزب الحاكم في بلاد خوازيق ستان في وجوههم آفاق الأمل والبسمات المشرقة ، فتجدهم أناس يقنطون دائما دون أدني محاولة للإنجاز أو العمل بجد ، فلا يكتشفون إمكانياتهم الهائلة إلا بعد فوات الأوان .

أخيرا يقول الإمام بن حزم في مقدمة كتابه " طوق الحمامة " :

" والحب _ أعزك الله _ أوله هزل ، وآخره جد ، وهو لايوصف ، ولابد من معاناته حتي تعرفه ، والدين لا ينكره ، والشريعة لا تمنعه ، إذا القلوب بيد الله عزّ وجلّ "

عزيزي القاريء المفترض ؛ سلّم لي علي نفسك !

الأحد، 25 يوليو 2010

اسم علي غير مسمي !

ما إن أشعل سائق الميكروباص سيجارته حتي سألته وعلي وجهي ابتسامة كبيرة عن مدي استعداده للامتناع عن التدخين وما إذا كان يتمني أن يصحو يوما فيجد نفسه لا يدخن
- بس أبطل مخدرات
صمتُ مندهشا لثوان معدودة ليضيف
- بقالي يومين ماشربتش ودماغي من هنا ( ووضع السبابة والإبهام علي جانبي جبهته ) مش قادر .. يعني لو حد كلمني كلمة كدة ولا كدة أجتله .. اجتله علطول
- انت متجوز
- آه
- عندك عيال
- محسن وفاطمة
- عندهم كم سنة
- محسن تلاتة وفاطمة لسه سنة وشوية
- بتحبهم ؟
- أيوه ياعم في حد مبيحبش عياله
- بتحبهم أوي ؟
- آه أوي
- طيب متبطل مخدرات علشانهم ؟
نظر إليّ متفحصا ثم قال
- أصل الشغلانة بتاعتنا دي بنت وسخة .. أنا بأجعد 13 ساعة مكاني هنا .. فيصل تحرير رايح جاي .. انت شوف بتاخد المشوار نص ساعة ولا ساعة حتي بتبقي مش طايج نفسك
- أنا هأنزل محيي الدين أبو العز قريب ..بس عايزك توعدني انك تفكر في انك تبطل
- ماشي
- وعد
لم يجبني وضغط بقدمه علي فرامل الميكروباص ليعلن وصولي شارع محيي الدين أبو العز من ناحية شارع التحرير ، أعطيته الأجرة وسألته وأنا أفتح الباب
- انت اسمك ايه ياهندزة
- اسمي ؟! اسمي سعيد
- مع السلامة ياعم سعيد
لم يجبني ومضي في طريقه حتي آخر المشوار

السبت، 24 يوليو 2010

الخطوبة !


أشعل سيجارته ومدّ يده لي بأخري فرمقته باستنكار وسألته عما إذا كانت حبيبتي قد أخبرته أنني لا أدخن
- ومن حبيبتك ؟
- ابنتك
- وكيف تسمح لنفسك بوصفها كذلك أمامي ؟!
- وهل تظن أنني اخترتها أما لأولادي دون أن يتمكن حبها مني ؟!!
- كم عمرك ؟
- 24
- تقيم بمفردك في القاهرة ؟
- نعم
- كم راتبك ؟
- بضع مئات
- كم تحديدا ؟
- راتبي يكفي لسعادة اثنين أنا وابنتك إن شاء الله
- إن شاء الله .. ما إمكانياتك ؟
- أي إمكانيات تقصد ؟
رمقني بنظرة فاحصة من أسفل لأعلي فاستفزني حتي قلت له :
- أرجو أن تكون جريئا لتخبرني بما تريد قوله دون تلك النظرات البائسة
- لا تكن بذيئا ..
- فاجئتك العبارة ؟
- نعم
- لدي الأكثر منها جرأة لو كررت نظرتك تلك مرة أخري
- هل لديك شقة ؟
- سنبحث عنها معا خلال فترة الخطوبة
- لا أريد لابنتي أن تسكن جحرا تسميه " شقة "
- ولا أنا أريد لها ذلك أيضا
- هل تستطيع توفير شقة كشقتي هذه ؟
- أستطيع أن أوفر لها شقة كشقتك التي تزوجت فيها وأنت في مثل سني
- لقد تزوجت في بيت أبي لكنك مغتربا
- سيكون لنا بيتنا الخاص
- مامواصفاته ؟
- أن تراه حبيبتي ملائما
- كم عدد حجراته ؟
- ربما حجرتين
- تقول ربما
- ربما
- ربما
- ربما
- ربما .. أوافق علي هذا الزواج
- أكيد
- لماذا أكيد ؟
- لأنني أحبها
- الحب وحده لا يكفي
- وبدونه يصبح زواجها صفقة تجارية بحتة
- احفظ لسانك
- سنتزوج قريبا
- لكنني لم أوافق بعد
- هي توافق
- لا قيمة لرأيها قبل قراري
- أنت ديكتاتور
- وأنت بحاجة لدروس في الأخلاق
- لماذا ترفضني ؟!
أطفأ سيجارته ومضي قائما وهو يقول :
- المقابلة انتهت

الأحد، 18 يوليو 2010

خواطر ذاتية جدا ..

طبعا القارئ وأنا نعرف جيدا أنني أكتب ، وهو يقرأ ، ما أكتبه في هذه المدونة دون مقابل !! وبالتالي فإن معايير النشر هنا تختلف عن نظيرتها في الصحافة الورقية أو التليفزيونية ، وبإمكان القارئ المجهول أن يكتفي بتلك السطور السابقة ويذهب أعلي يمين الصفحة ويختار " x " ليغلق مدونتي ليوفر علي نفسه عناء المتابعة وسأكون شاكرا جدا لو فعل ذلك دون سباب أو شتم ، غير أنني سأواصل كتابة ما بدأته وإن كان شيئا تافها لاقيمة له ، فأنا أستمتع الآن كلما أكملت سطرا وبدأت سطرا جديدا ، وكما يقول العنوان فإن هذه الكلمات ليست إلا خواطر ذاتية جدا ، أي أنها تخصني وحدي لكنني أريد من الناس الإطلاع عليها ، فهي وإن كانت خواطر ذاتية كما قلت إلا أنها ذات ارتباط بالواقع العام ، ولأنني بدأت أشعر بالملل من المسار السخيف الذي بدأت تأخذه هذه الكلمات فسوف أحكي فورا عن قصة حدثت بالفعل معي الليلة الماضية ، فقد كنت عائدا من العمل في وقت متأخر نسبيا ، كانت الساعة تقترب من الواحدة صباحا وكانت لدي الرغبة في إعداد طبق من المكرونة التي استطعت بعد أكثر من محاولة فاشلة إجادة طبخها وربما أشرح في خواطر أخري محاولاتي الفاشلة في طبخ المكرونة التي انتهت بإتقاني لها جيدا بطريقة ترضيني وتشعرني بالفخر وأنا أتذوقها ولا أهمية طبعا لأي أراء أخري طالما أن أحدا لا يشاركني طبق المكرونة الذي أعده لنفسي ، مررت علي محل البقالة في طريقي إلي شقتي المتواضعة التي أستأجرها بالمشاركة مع آخرين لشراء ربع كيلو مكرونة كالمعتاد ، وهي كمية تتجاوز بقليل الكمية المناسبة لإعداد طبق جيد من المكرونة بالنسبة لي ، طلبت من البائع الشاب قصير القامة ذو اللحية السوداء الذي كان يضع طاقية بيضاء علي رأسه ويرتدي جلبابا قصيرا ، ما أريد فوزن لي كمية من المكرونة تتجاوز ما أردت فجادلته في ذلك وأكدت له أنني لا أريد أكثر من ربع كيلو ولن أدفع قرشا واحدا زيادة علي ثمن ما أريد ، وكنت أشير له بورقة نقدية من فئة العشرين جنيه خرجت غير مأسوفا عليها من حافظة نقودي ، وفيما أحاول إقناع الشاب الذي يتظاهر بالتدين ويظن أنه بلحيته وجلبابه وطاقيته البيضاء قد بلغ المنزلة العليا والرتبة الرفيعة في قائمة المقتدين بسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ، إذا بزميله في ذات المحل يزجره لأنه لم يعدل من وضع علب السمن ويضعها في مكانها ، قال الشاب المتزمت الذي يأبي الاقتناع إلا برأيه لزميله بأنه غير محترم ، ثم رفع صوته معترضا علي طلبي فرفعت صوتي بالمثل وأفهمته بعد عناء صحة ما أريده ، وحينما فهم بادر بموقف جبان إذ رفض أن يعطيني ما أردت متعللا بأن بيع كمية قليلة من المكرونة كتلك التي أريد - ربع كيلو - سوف تجعله يخسر ، أخذت منه نقودي ورغم غيظي فقد ارتسمت علي فمى ابتسامة الظافر، فهأنذا أثبت لنفسي مجددا زيف ما يدعيه بعض ذوي اللحي ، ولن أتجاوز إن قلت أغلبهم ، في تمسكهم الظاهري بالتدين بينما يؤذيهم العمل بجوهر الدين في معاملاتهم مع الناس ، الدين الذي جاء به سيد الخلق أبو القاسم طب القلوب ودواؤها الذي قال " رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشتري وإذا اقتضي " ، وبينما انتابتني مشاعر متضاربة من الفرح والغضب فقد قررت أكل بيض مسلوق بفطيرة اشتريتها من أحدي المحلات المجاورة لي أيضا وقد سألتني السيدة مالكة " الفرن " الذي ينتج الفطائر ، حينما حكيت لها عن قصة المكرونة ، عما إذا كنت متزوجا أم لا فأجبتها بالنفي ، مستعجلا ابنتها في تسخين الفطيرة لألحق بوسادتي قبل حلول الثانية صباحا لأستطيع القيام لأداء صلاة الفجر حينما يناديني صاحب مسكني الذي أستأجره في رحلته اليومية المباركة إلي أداء تلك الفريضة العظيمة !

السبت، 17 يوليو 2010

محمد عبد السلام العمري .. وداعا !




الروائي الراحل محمد عبد السلام العمري

صديقي العزيز / محمد عبد السلام العمري ، الإنسان المهذب الرقيق والروائي والمهندس المبدع ، وداعا ، عذرا يا صديقي فلم أعرف نبأ وفاتك إلا بعد موتك بنحو أربعة أيام ، من خلال تقليب عابر لصحيفة الجمهورية الصادرة صباح السبت 17/7/2010 لأجد نبأ وفاتك دون تحديد ميعاد سوي بكلمة مؤخرا ، حزنت جدا وكانت لدي الرغبة في البكاء غير أنني لم أبك ، وردد لساني تلقائيا إنا لله وإنا إليه راجعون عدة مرات قبل أن أحاول الاتصال بالدكتور عزازي صديقنا المشترك ، رئيس تحرير الكرامة ، إلا أنه لم يرد ، ربما كان نائما لأنه أمضي الليل كله في متابعة العدد الأخير من جريدة الكرامة قبيل صدوره ، ، لم أجد ما أقدمه لك سوي كتابة هذه السطور لعل أحدا يقرأها ذات يوم فيترحم علي شخص اسمه محمد عبد السلام العمري ، وأستأذنك يا صديقي الذي رحل عني فجأة لأحكي للقارئ المفترض لهذه السطور عن بداية تعارفنا ، فلقد التقينا مصادفة في فرع مكتبة الشروق بالزمالك بجوار مقر اتحاد كتاب مصر وكنت أتحدث مع أحد العاملين بالمكتبة حول سماح المهندس إبراهيم المعلم ، مالك مكتبات الشروق ، لي بالجلوس بالمكتبة وقراءة ما أشاء من إصدارات دون مقابل ، فأشرت بإصبعك نحوي وحاولت تذكيري بأننا التقينا ذات مرة في مكان ما ، فتذكرته علي الفور وأخبرتك بأن لقاءنا كان في ورشة الزيتون التي يديرها الصديق الشاعر شعبان يوسف حيث أهديتني ساعتها كتابا نقديا عن أعمالك لم أنشر عنه كلمة واحدة حتى لحظة كتابة هذه الكلمات !! وجلسنا يا صديقي العزيز ، أنت وأنا ، بعد أن طلبت لي شايا علي حسابك ، أسألك وتجيب عنك وعن أعمالك وموقف وزارة الثقافة ووزيرها فاروق حسني منك دون أن أسجل كلمة واحدة من حوارنا علي أمل تكراره مسجلا مرة أخري بعد استئذان رئيس القسم الثقافي بالجريدة التي أعمل بها حتى لا أجدني في موقف لا أحسد عليه !!
وبعد لقاءنا بأيام كان لقاءنا الثاني في ذات المكان لنجري الحوار بصفة رسمية لجريدة الكرامة ، التي أفخر بعملي بها ، ثم نستقل معا سيارتك لأحكي لك عن قصة التحاقي ببلاط صاحبة الجلالة وقصة لقائي بالدكتور عزازي بعد محاولات فاشلة في جريدة " الدستور " وجريدة أخري لا يسمع بها أحد اسمها " الديار " ، كما حكيت لك يا صديقي عن خبرتي في إعداد طبق الملوخية وأسمع الآن ضحكتك التي أطلقتها فور سماعك لي وأنا أقول لك ذلك لتؤكد لي ما لا يليق ذكره لتزكية نفسي في هذا المقام ، ثم اتصلت بى يا صديقي لتخبرني بميعاد ندوة بدار الكتب تقريبا عن شهادتك الروائية فأكدت لك حضوري إن شاء الله مع علمي بأن ميعاد ندوتك كان يتقاطع مع ميعاد ارتبطت به قبل علمي بندوتك تلك ، واتفقنا في الهاتف علي أن ترسل لي كلمتك خلال الندوة علي البريد الالكتروني إلا أنك لم تفعل ، ربما لأن حالتك الصحية لم تكن تسمح .
وبعد يا صديقي الذي أسأل الله له الرحمة الواسعة ، أجريت مؤخرا عملية لقسطرة بالقلب كما أذكر حيث قرأت خبرا قصيرا عن تلك العملية لك في " أخبار الأدب " فاكتفيت بإرسال رسالة اطمئنان علي هاتفك المحمول وبذوق يليق بك حاولت الاتصال بي بعدها فلم أر اتصالك إلا بعد يوم منه ، وتحدثنا هاتفيا يومها لتقول لي كلاما يفيض حبا وبراءة يا صديقي محمد عبد السلام العمري ، لم تطل صداقتنا ، ولم أقرأ أعمالك التي أهديتها لي بعد في لقاءنا الأول ، ورغم ذلك فإنني سعيد بعملي بالصحافة التي منحتني فرصة لأتعرف خلالها علي أمثالك من الكتاب الذين ما إن تقرأ لهم حتى تحبهم ، فإذا اقتربت منهم أحببتهم أكثر .. ولا أقول في النهاية يا صديقي إلا ما يرضي ربنا ، إنا لله وإنا إليه راجعون .

الخميس، 1 يوليو 2010

كبرياء أم انسحاق ؟!

تشهد الأمم في فترات انحطاطها التاريخية اختلاطا في المفاهيم والتباسا في المعاني ، فيضحي الكاذب صدّيقا ويصبح المؤمن زنديقا !!
قبل حوالي أسبوع جلست مع صديق أعتز به كثيرا وتحدثنا عن أشياء كثيرة كان منها تعنت بعض المسئولين في بعض الشركات ضد العاملين وعدم منحهم حقوقهم المقررة لهم ، إذ لا يجوز طبعا تشغيل الناس دون مقابل ، واستغلال حاجاتهم أو رغباتهم المشروعة في تحقيق فائدة ما من أعمالهم المختلفة ، فتصبح حاجة الناس حيثية لدي بعض أصحاب الأعمال المرضي ليمنعوهم حقوقهم وسط حالة غياب تامة لدولة الحكم اللصوصي اللذيذ الذي ساد بالفساد فأضحي أكل أموال الناس بالباطل أمرا ليس مستغربا علي الإطلاق !
وخلال تلك المسامرة حامية الوطيس مع الصديق العزيز الذي انحاز للتبرير النفسي لأمزجة أصحاب الأعمال في منح العاملين لديهم حقوقهم أو منعهم ، أرشدني صديقي إلي جانب لم ألحظه من قبل حول معني الكبرياء ، ومدي الترفع والزهد الذي يناله العامل في أي مؤسسة متى تنازل عن حقوقه وتناسي طموحاته وداس علي موهبته بالحذاء ليتعايش بسلام مع واقع الظلم المقيت الذي يتعرض له علي أنه أمر مقبول ومبرر ولا داعي للإلحاح في المطالبة بالحق ، لأن كل شيء وله أوان !!
وأسأل صديقي الذي انفعل لرفضي تبريره جملة وتفصيلا ، أين الكبرياء يا أخا العرب في النكوص عن المطالبة بالحقوق ، إذن فلنسكت جميعا وليضع كل منا أقدم فردة شبشب لديه في فمه ولنترك الاستبداد والتعذيب والنهب والتطبيع يسير علي قدم وساق ثم لنقول بأن كبريائنا يمنعنا من الوقوف أمام النظام ومطالبته بمنحنا حقوقنا في اختيار من نريد وتوزيع ثروتنا بالعدل ومعاداة إسرائيل .
ليس كبرياءً يا صديقي علي الإطلاق ، هو الانسحاق بعينه والانهزام في أجلي صوره كما أنه في المقابل ضعف إيمان وغياب يقين بإرادة الخالق الذي رزقنا الأسباب وطالبنا بالسعي ولم يطالبنا ، فيما أذكر ، بالسكوت عن حقوقنا أمام غاصبيها بحجة " أن الله لم يقرر ذلك بعد " ، الله يقرر أو لا يقرر هذا غيب لا نعلمه ، أما العمل والعرق من أجل مقابل يكفي الإنسان حاجته فهو عين ما أمرنا الله به .
إسماعيل الأشول