الجمعة، 26 فبراير 2010

خواطر لا مبالية !


* رزقي سبق تقديره ، وتكفَّل به ربي مادمت حيا ..لذا فقد قررت الحصول عليه بشرف .
* لا يمكن لإنسان أن يقرر لأخيه الإنسان شيئا لم يسبق للإرادة الإلهية تقريره ..لذا فقد قررت ألا أخضع لغير مالك السماوات والأرض .
* أفضل طريقة للاحتفاظ بمشاعر الاحترام للمرأة هي تجاهلها تماما !
* في اليوم الذي تتخلي فيه المعارضة عن ازدواجيتها وتناقضها الصارخ بين شعاراتها وممارساتها الفعلية ؛ سوف ينهض الشعب ليزيح الطغمة الفاسدة من علي كرسي الحكم مهما كلفه ذلك !
* مفتي جمهوريتنا الذي تعجبني مقالاته بأهرام السبت تجاهل سؤالي له الأسبوع الماضي ونحن أمام فندق كونراد حول تعليقه علي ضم الصهاينة لمواقع إسلامية بالقدس لقائمة تراثهم الأثري المزعوم .. شكرا فضيلة المفتي !
* أحد رجال الدين – سامحني لا أستطيع كتابة غير رجال – العراقيين سألته أيهما أفضل عراق صدام حسين أم عراق الآن ..تململ الشيخ ولم يجبني محتجا علي ّ بأن سؤالي صعب ..طبعا صعب وأسئلتي دائما صعبة .. لا تعليق !
* مأساة بعض الفتيات أنهن يبحثن عن بديل عن الذكور جميعا في أحدهم وليس عن زوج أو حبيب ..لا تفكر كثيرا انتقل لغيرها أو اضغط x أعلي يمين الصفحة !

الأحد، 21 فبراير 2010

تضحية ليست واجبة ..قصة قصيرة

أخبرتني وهي تتصنع حزن المغلوبة علي أمرها المنصاعة لقرار غيرها المفترض أنه أبوها أو أمها أو كلاهما معا كما أوحت طريقة كلامها ؛ بأنها "اتخطبت " ثم أطرقت لبرهة وعاودت النظر لتري آثار هذا الخبر الذي يفترض بأنه مؤلما بالنسبة لي أنا الذي كنت أعتقد في حبها حتى مائة وعشرين ثانية مضت أخبرتني فيها بالخبر واتخذت فيها قراري بألا أحزن أو أغضب أو ببساطة بألا أنفعل .. غير أن تفعيل قراري لم يكن سهلا فالمشاعر الوجدانية لا يستطيع إنسان سوي أن يتحكم فيها تلقائيا بكبسة زر كقرارات السفر أو الأكل أو النوم مثلا ..نظرت اليها متفحصا تقاسيم وجهها فبدا لي وجه تاجر مخادع باع بضاعة كنت اشتريتها منه لتاجر غيري زاد في السعر دينارا ورغم وقاحة التشبيه الا ان هذا الاحساس هو ما تملكني ازاء هذا الوجه الذي ملك علي زمام امري طيلة اربعة اشهر مضت كانت هي عمر علاقتنا التي انتهت تقريبا بخبر خطبتها الذي تلته قبل ثوان معدودة .. سألتها ممعنا في استمتاع وجدت فيه بعض النشوة رغم بالغ الألم الذي بدأ يتسلل رغما عني الي نفسي وأنا أري أمامي لحظات وأيام وليال كان هذا الوجه خلالها قبلة سعادتي ومبعث تفاؤلي ووقود احتمالي لسخافات حياة رتيبة مملة في قاهرة ينحصر دعمها للباحثين عن النجاح في رحابها في طحن عظامهم أولا ثم منحهم شراب النجاح بعد زوال القدرة لديهم علي التذوق أصلا ..سألتها : مالعمل إذن ؟ ..لم تنطق سوي بنظرة استغفار فيها من الحنو لو كان فيها من الصدق مثقال ذرة لما وقفنا معا موقفا كالذي نحن فيه ..بكل الصراحة والغضب أجبت نظرتها المستغفرة بالجملة السابقة فوجدتها تبكي وتجهش حتي كادت تنهار فحاولت أن تستند لكتفي كما كان يحلو لكلانا في السابق فأشحت بوجهي مبتعدا عنها خطوات تاركا إياها تستند علي جدار ظننت انه انزرع من السماء ليرحم ضعفا ولو كان لامرأة كاذبة ..شعرت بها تقف ورائي وهي تمسح دموعها طالبة مني توصيلها الي اقرب محطة مترو فقلت لها إنني أكره كل محطات المترو فهمت بذكاء عهدته فيها أنني أقصد الأماكن التي طالما التقينا فيها فجددت طلبها وكأنها نسيت ما أخبرتني به في بداية اللقاء فلم أجبها شاردا ببصري إلي أبعد نقطة أستطيع إبصارها عبر نظارتي الطبية ..وبشرودي فهمت أنني اتخذت قرارا باللاقرار فغادرت قائلة بصوت جاف " عموما انا هابقي اتصل بيك وابقي رد بدال ماانتحر واريحكم كلكم "
سمعت تهديدها بالانتحار وشعرت بقشعريرة تسري بجسدي الذي كانت قد ارتفعت درجة حرارته نسبيا بسبب خبر خطبة فتاتي التي اخترتها ولم أعد أر غيرها في واقعي أو مستقبلي زوجة وصديقة ومعشوقة ..توجهت الي اقرب محطة اتوبيس غير انني لم انتظر حتي تأتي السيارة المقرر لها التوجه الي منطقة سكني فوجدتني اقطع الطريق ماشيا دون أدني شعور بالتعب وهل من الممكن ان يطغي شعور الجوارح علي شعور قلب مجروح وحلم بريء مذبوح ..محال ذلك بالطبع ..مررت علي سورالازبكية دون فحص وتقليب كتب الباعة دون شراء كالعادة حتي ان بعضهم استغرب لمروري عليه دون مداعبة او سلام ..لم اكن اجر اقدامي كما في الافلام القديمة ..كنت اهرول حينا واسير ببطء احيانا ..حتي وصلت الي مسكني فارتميت علي فراش النوم علي غير العادة.. رن جرس الموبايل فوجدته ابي من الصعيد فأسعلت ثم عاودت الاتصال به من جانبي وسألته عن الأسرة والأخبار وابقي سلم لي علي امي التي كنت متأكدا من وجودها بجانبه بقدر تأكدي من كونها الوحيدة القادرة علي اكتشاف حزني الذي نجحت في مداراته عن ابي ..قلت لابي سلم لي علي اللي عندك كلهم واطمنوا انا مية مية وزي الفل سلام سلام سلام.. ثم رميت الهاتف بجانبي فرن مجددا انها مرام حبيبتي او التي كانت ..لم اعد اعرف ..ضغطت علي زر الرد فسمعت صوت والدتها تقول بلهجة قائد عسكري متعجرف : ابعد عن مرام يا سعيد وارضي بالقسمة والنصيب وانا عارفاك متدين وبتصلي .. في هذه اللحظة لم يكن لي من اسمي نصيب مطلقا ..سعيد ..لا ..لست كذلك ربما العكس هو الصواب ..بل الأكيد انه كذلك ..فمرام طلبت مني في لقاءها الاخير ان ارد عليها لا ان ارد علي والدتها المصونة ودرة والدها المكنونة ..اذن فحبيبتي مرغمة ..ولو كانت اختارت غيري لما جاءات الي واخبرتني غير اني باندفاعي المعهود وربما لاني فعلا احبها عاملتها بحدة لم تكن مطلوبة ليتني اسلمت لها كتفي لتستند عليه حتي اسمع نبضات قلبها ..ربما كنت تبينت صدقها في وقتها ..ولكن الان مالعمل ..هذه المرة اسأل نفسي ..هاتف مرام علي مايبدو اصبح في حوزة السيدة الوالدة التي تؤمن بالقسمة والنصيب اذا كانت ستثمر زواجا سريعا لكبري بناتها بينما تكفر بها تماما اذا كانت مبررا لمرام وانا للانتظار حتي نستطيع الزواج حين ميسرة ..لم أنم .. تسيطر علي الان حالة من القلق ليس قلقا من مرام بل عليها ..قلق يجعلني اتنازل عنها اذا كانت تلك هي رغبتها فعلا أما ان اتركها لزوج لم تختره ومصير لم تقرره لنفسها فهيهات ياأم مرام هيهات .. اتصلت برقم مرام الذي لم تكن مضت ساعات قليلة علي حذفه من قائمة الأسماء إلا انني كنت قد حفظت الرقم عن ظهر قلب ..كل ارقامها كنت احفظها لأتحداها في الهاتف ان تكون حفظت ارقامي كما فعلت ..أجابني هذه المرة الأب في اقتضاب دون ان يسمع مني كلمة واحدة ..النمرة غلط ..ثم صوت الصفير المتقطع الذي يؤكد ان المكالمة انتهت ولو من طرف واحد ..اذن ضاعت مرام ..ذهبت مع الريح ..كان الواجب عليها ان تخبرني انهااتخطفت وليس علي حد تعبيرها اتخطبت ..منزلها ..لم اذهب الي منزلها مطلقا خلال فترة تعارفنا فاللقاء الذي جمعنا لاول مرة كان في ساقية الصاوي في احدي الحفلات يومها كنت تركت مقعدي لاجراء مكالمة هاتفية خارج القاعة تاركا مكاني كتاب سياحة غرامية للاستاذ محمود عوض وعند عودتي وجدت احدهم واقفا امام مقعدي يريد الجلوس مكاني بينما هي تخبره بان المكان لاحد الاشخاص مشيرة الي الجهة التي خرجت نحوها فاذا به يراني ثم ينصرف شكرتها فقالت لاشكر علي واجب ..سالتها ..هل كان يريد ان يجلس مكاني ..اجابت ..نعم وماذا قلت له ..قلت له بان المكان لأحد الزملاء كما ان الكتاب جذبني عنوانه واسم مؤلفه واردت الا ترحل حتي استطيع استعارته منك لقراءته ..وماذا يدريك انني ساعيرك كتابي ..نعم ..اقصد هذه نفعية ..سمها ماشئت ..الان ستعيرني الكتاب ..والاسبوع القادم في نفس المكان ساعيده لك ..موافق ..مرام ..اسمي مرام ..تعمدت نطقها مرامي ..نظرت في دلال مؤكدة ..اسمي مرام ..وليس مرامي ..كما تشائين ..سعيد ..صحفي ..تبادلنا ارقام الهاتف ثم جلسنا عقب الحفل يتحدث كل منا عن نفسه ..رغم اعجابي بها فقد كنت متحفظا الي ابعد الحدود فبادرت بالحديث عن نفسها وقرءاتها وعلاء الاسواني وابراهيم عيسي واعجابها الشديد بالمستشارة نهي الزيني لموقفها الرجولي ضد تزوير انتخابات دائرة دمنهور لصالح مرشح الحزب الوطني بها مصطفي الفقي ولم تسبق اسمه بلقب الدكتوراة التي يحملها ..انتهت الجلسة سريعا لانني كنت استمع فقط دون ان اتحدث وبعد نهاية كلامها سالتها عما اذا كانت مرتبطة ام لا ..ابتسمت ثم وجهت نظرها بعيدا واجابتني بالنفي فأكدت لها ضرورة اللقاء اسبوعيا في نفس مكان جلوسنا وهو ماكان بالفعل علي مدار اربعة اشهر قرأنا خلالها كتبا وروايات ودواوين شعرية تعلمنا منها حب الحياة والايمان بالله وبالوطن وبالانسان .. الي ان اخبرتني بنبأ اختطافها وليس خطبتها .. مع اقتراب اشراقة الشمس وضعت هاتفي علي شاحنه الكهربائي لانه بطاريته كانت قد فرغت تماما ..فوجئت برسالة قصيرة من رقم لم اعهده يرجوني الاتصال به عند قرءاتي للرسالة وبتوقيع من مرام ..اتصلت بالرقم علي الفور اجابتني مرام طالبتني بأن افعل شيئا من اجلها ..و...انقطع الاتصال حاولت التكرار الا ان الهاتف قد اغلق.. اذن ..فالجوهرة المصونة ودرة والدها المكنونة أي امها قد ضبطت مرامي متلبسة بالحديث معي وصادرت الهاتف ..مر يوم ويومان وثلاثة ايام الي ان فوجئت بمرام زائرة بمقر عملي.. حدقت بعينيها الجميلتين في وجهي كما لم تفعل من قبل ثم أخبرتني وهي تغالب دموع قهر دفين بنبأ زواجها من أحد العاملين بالخليج وبالتحديد في السعودية ..لان اباها كان بحاجة الي مصاريف علاج واخيها كان بحاجة الي عقد عمل وامها كانت بحاجة لاداء فريضة الحج ولذا فقد كانت بحاجة الي التضحية .

إسماعيل الأشول
الأحد 21/2/2010

عفوا ..لن يكون ولائي دوما للفقراء !

جلست مع أحد أساتذتي في شقته الخاصة وبعد تناولنا لوجبة شعبية بسيطة كانت مكوناتها من الفول والعدس سألني عما لوكنت سأختار الكافيار طعاما لي فيما بعد فأكدت له أن هذا السؤال لن يجد طريقا إليّ في حينها لأنني وببساطة بمجرد قدرتي علي دفع ثمن وجبة الكافيار سأفعل دون تردد أو فلسفة مالم يمثل ذلك عبئا أو أزمة موازنة في جيبي المتواضع ..عاد أستاذي الذي أقدره كثيرا إلي شرح أبعاد طرح هذا السؤال البلاغي علي العبدلله ويقال عن السؤال أنه بلاغي بمعني أن المقصود منه ليس الاستفسار وإنما أبعد من ذلك ربما الاستنكار أو الحث أو الدهشة أو حتي الإدانة ! المهم عاد أستاذي ليفهمني أن المسألة ليست كما فهمت وإنما هي مسألة انتماء وأشياء من هذا القبيل لطبقة الفقراء الكادحة المثابرة المظلومة المقهورة المغيبة إلخ تلك الصفات المستحقة بطبيعة الحال مذكّرا إياي بأحمد نبيل الهلالي المحامي الذي ترك حياة الترف إلي حياة التقشف والزهد انحيازا لهؤلاء البسطاء ..اقتنعت جزئيا بما حكاه لي أستاذي العزيز معتقدا أنه بذلك يحاول تسليتي أو مواساتي لكون الحال ليست كما يرام لدي في الفترة الأخيرة ..لم أعر الأمر اهتماما أكبر وتركت أستاذي ممتنا لاستضافته إياي ومنحي مالم يجد به لغيري من حديث لاأعتقد انه قد يتكرر ..توجهت الي منزلي ولا أفكار ذات قيمة تسيطر علي بالي سوي الوصول في أقصر وقت ممكن لإدراك أطول وقت ممكن من الليل الذي يهرع مذعورا أمام خيوط الصباح الذي بدت بوادره في كبد السماء ..وصلت ونمت ثم قمت متأخرا عن ميعاد عملي المعتاد فأسرعت في ارتداء ملابسي ونزلت ممنيا نفسي بإمضاء إذن تأخير من مديري المباشر ..مرت أيام وأيام وفكرة الانتماء والولاء للفقراء لاتزال محتفظة بمكانها في تفكيري وإن كان ينحسر مرة ثم يزيد مرات إلي أن اهتديت عبر الاحتكاك المباشر بهؤلاء الذين نسميهم نحن من حملة الأقلام بالفقراء والمطحونيين وإهيء إهيء إهيء وكمان إهيء إهيء ..أقول اهتديت الي فكرة ربما تشمل فكرة أستاذي لكن لاتنفيها علي أي حال وهي ان ولاء الإنسان لايجب ان يكون وهذا هو رأيي الذي لايحق لأحد في هذا العالم بمن فيه قاريء هذه السطور مصادرته ؛ بافتراض أن لهذه السطور قاريء أساسا !أقول اهتديت الي فكرة أن ولاء الإنسان لايجب أن يكون إلا للشرفاء فقط أغنياء كانوا أو فقراء رجال أعمال كانوا أو ماسحي أحذية بائعي جرائد كانوا أو رؤساء حكومات ..وأدين بهذه الفكرة التي اهتديت اليها الي عدد لابأس به ممن نعتقد بأنهم ياعيني وياحرام مظلومين وبانهم احتكروا المأساة الإنسانية بمفردهم وإن النظام الجبان اللي بيحكمنا معندوش رحمة لدرجة إنه سايبهم لوحدهم في مواجهة المجتمع الأناني بتاعنا ..انا عايز أكتب للقاريء " سك أو ست ست .." أقصد هذه الحركة التي نطلقها بضم شفاهنا وباستخدام اللسان لننفي بها شيئا ما بطريقة ساخرة ..بالظبط مثلما فهمت حضرتك ..فهؤلاء الأماجد الذين تعامل معهم العبد لله بصفته أحدهم والساكن بجوارهم واللي طالعة عينه أمامهم رايح جاي علي مدار تاني سنة أهو ..أقول هؤلاء الأماجد لم يجدوا لدي أخلاقهم الرفيعة وخصالهم الحميدة مايتعاملون به معي بعيدا عن أيديولوجية القنص أو السرقة وكويس ان كلمة أيديولوجية قدرت أدخلها في جملة ده معناه اني مثقف ومش محتاج شهادتك ياجاهل ..مش القاريء طبعا ده الجاهل اللي في بالي وأول مايقرا اللي انا كاتبه هيعرف نفسه ..فالعبدالله ..ما إن يقرر شراء أو بناء أو استئجار أو تفصيل أو إصلاح أو حتي الجلوس علي مقهي في ميعاد متأخر إلا ويجد البهوات الفقرا ياعيني اللي بيوصلوا ليلهم بالنهار أو بيوصلوا النهار بالليل علشان ياكلوا متربصين به وكأنه من الناطقين باللاتيني لمجرد الهيئة المعقولة للبني ادم وربك أعلم بالسرائر ..تصور ياقاريء العزيز أنا كنت بأبقي عارف إني بأتسرق بس كنت بأعديها من غير نرفزة لكن لما تلاحظ وتشاهد مطحون معندوش مانع يطحن مطحون غيره يعني حتي مش حد من جنس تاني مثلا زي العبدلله زي ماهما فاهمين ومبسوطين بفهمهم اللي بيبررلهم سرقتي المقننة وده وحياة عيالي كارمك وسايبلك نص التمن ولو لغيرك هتبقي بخمسة وعشرين وليك انت بعشرة بس ..طب ياعم الحج غيري ده ابن كلب ولا حرامي ولا غيري ده تقصد بيه مين علشان الحق احذره ..نهايته طبعا كلام كتير واسهاب ممل وده مش مقصود دي فضفضفة مالهاش ميزان ولاقاعدة اللي عاجبة يقرا واللي مش عاجبه يتفضل بس في الختام انصحك ياضنايا ياقاريء هذه السطور؛ ولائك يكون للشرفاء فقط ومش كل الأغنياء حرامية ولاد كلب ومش كل الفقراء شهداء ومناضلين من رفقاء تشي جيفارا وجمال عبدالناصر ..سلام ياعم

الاثنين، 15 فبراير 2010

في عيد الحب .آه ياحب !

الاحتفال بعيد الحب حرام ..فتوي سمعتها من شيخ المسجد الذي أصلي فيه ورغم اعتقادي في خطأ تلك الفتوى إلا أنني لم أحتفل بالعيد إلا من موقع المتفرج وهو ما وجدت فيه متعة أنستني مرارة مرور هذا اليوم بدون أحبة كنت ألفتهم غير أن القسمة والنصيب لم تبق لي منهم سوي طيب ذكراهم !
خرجت من الشقة بعد غروب الشمس لأن اليوم صادف إجازتي الأسبوعية من عملي فوجدت فيه فرصة لممارسة بعض الأعمال المنزلية كان أهمها إعداد طبق ملوخية وآخر مكرونة استغرقا مني نحو الساعة تقريبا غير أنني كنت في غاية السعادة رغم بعض العناء الذي وجدته في غسيل الأطباق ..بعد خروجي هاتفت أحد الأصدقاء فأخبرني بحفل توقيع لمجموعة كتب لصديق مشترك فآثرت حضور هذا الحفل الذي انعقد بنقابة الصحفيين علي ندوة كان يعقدها في نفس التوقيت تقريبا أحد المراكز الثقافية لأحد الأدباء ، حضرت حفل التوقيع قبيل بدءه بقليل فبادرت بمداعبة الطفلة الجميلة " يارا " ابنة أحد الزملاء التي قابلت مداعبتي بكبرياء فتاة من أولئك الشقراوات ذوات القباب المتفجرة فراحت تزمجر وتتمتم بكلمات فهمها الجميع فحاولوا تخليصها مني فلم ينجحوا في ذلك إلا بعد تقبيلي لوجنتي وجهها المريمي ، انشغلت بعد مداعبة " يارا " بمتابعة فعاليات حفل التوقيع وكلمات المتحدثين من مؤلف الكتاب وحتى رموز الصحافة والسياسة فوجدتني راغبا مع حضور مصور الجريدة التي أعمل فيها في التقاط صورة بجانب الإعلامي البارز الذي اشتهر ببرنامجه الذي أوقف لعدة مرات وبعد التقاط الصورة عزمت علي الرحيل إلا أن قدماي حملتني إلي مطعم النقابة بالدور الثامن وما إن وصلت حتى طلبت وجبة صغيرة اعتذر لي الأخ الذي أحضرها لي بأنها أخر وجبة ولذلك فإن قطعة الفراخ بها لم تكن كما يجب ورغم ذلك فقد دفعت كما يجب أن يكون الدفع وتلك طبائع الأمور في بلادنا ورغم أنفي أكلت الحلو الذي أحضره الشاب الوسيم الذي كان يقوم بالخدمة وربما التهمت الحلو والوجبة امتثالا لتضامن عقلي الباطن مع هذا الشاب الذي يزرع الطريق جيئة وذهابا ليخدم أمثالي ممن يحسن بهم خدمة أنفسهم ..انتهيت من الوجبة والحلو علي أمل العودة في وقت لاحق ثم غادرت مبني النقابة نحو أقرب بائع جرائد لشراء العدد الأسبوعي من جريدة الكرامة ..ولم أندم علي شراء العدد فالزملاء نشروا موضوعي الذي أرسلته عبر البريد علي أفضل ما يكون النشر، وبعد قطع عدة خطوات نحو محطة الأوتوبيس للعودة إلي شقتي التي تركتها بمفردها مع جدرانها الأربعة الذين لا يحركون ساكنا وجدتني أعود لأزرع نفسي وسط البلد ومع مواصلة السير تركت لنفسي مطلق الحرية لمراقبة كل ثنائي أقابله من الشباب والفتيات بالشوارع الواسعة المتقاطعة ..سمعت همسا رومانسيا حينا وبثا لشكاوي تحمل همّا ثنائيا للمحبين أحيانا فضلا عن حكايات رتيبة مملة اشتهرت بنات مصر بالثرثرة فيها علي الدوام حول الأم والخالة والعمة والأخ الصغير والقطة والكلب إلخ ورغم استمتاعي بهذا التلصص الذي سمحت لنفسي بممارسته عن طيب خاطر إذ أننا في شارع يسير فيه الصالح والطالح جنبا إلي جنب ومن يخش من المراقبة أو التنصت مايتكلمش علي حد تعبير وزير داخليتنا ذات مرة معلقا علي فضيحة مراقبة السياسيين ، أقول ورغم ذلك إلا أن بعض الهمس أزعجني وأثار حزنا دفينا بداخلي فهذه الفتاة دامعة العينيين ذكرتني بموقف كنت أحد طرفيه منذ نحو عام تقريبا ..دموع حبيسة لا تستجدى حبيبا أو معشوقا بقدر ما تستجدي واقعا أصدر حكمه ضد الطرفين بالافتراق دون بصيص أمل بقبول استئناف هذا الحكم ..لم أسمح لنفسي بمواصلة هذه الذكريات لأسباب عدة كان أهمها أنني هنا في وسط البلد لمراقبة هؤلاء المحبين والاستمتاع بذلك فضلا عن قرءاة وجوه بعضهم كما كان يوصينا بذلك العم يحيي حقي فضلا عن مداعبتي لأطفال الأجانب الذين يستجيبون في معظم الأحيان لي وقد تمتد المداعبة نادرا لذوي هؤلاء الأطفال من الإفرنج أحفاد الاستعمار الذي عطل نهضتنا الكسيحة لقرون ..واصلت السير فأصابني التعب والقرف لأنني سمعت كلاما يوحي بأن أحد السائرين خلفي أو بجواري يكاد يبرم اتفاقا لممارسة الجنس وهو الآن يتفاوض في السعر المطلوب كما رأيت بأم عيني أحدي الفتيات وقد بالغت في استعراض مفاتنها فأجهزت تماما علي أي جمال قد يتبدي لأمثالي في هيئتها إذ بدت بائعة هوي صريحة وبائعة الهوي لن تقبل علي النظر اليها مالم تفكر مثلها بنصفك الأسفل وهو مالم أكن مستعدا لفعله علي الاقل في تلك اللحظة ..
وصلت الي ميدان طلعت حرب وسمعت صوت الفنانة عزة بلبع يصدح بأغاني أحمد فؤاد نجم من مقر حزب الغد جناح أيمن نور حيث تحول الحزب بفضل عبقريات الحزب الحاكم ولجنة شوؤن الأحزاب إلي حزب الغد بالأجنحة ..موسي ونور وربما جميلة علي حد تعبير أحد الزملاء.. صعدت إلي مقر الحزب للاستماع وجلست قليلا ثم غادرت المكان متوجها للعودة الي منزلي وآخر مايستحق أن يروي من هذه الساعات القليلة أن أحد المواطنين ممن استقلوا معي السيارة الأجرة أعطاني أجرة لاثنين ثم عاد ليطالبني بالباقي فأكدت له أنه لم يدفع اكثر من المطلوب منه بنبرة عمدت من خلالها لزجره عما ينويه من نصب محتمل علي مواطن كادح مثلي إذ لايستطيع أي من الركاب النصب علي السائق فآثر المواطن السلامة والتزم الصمت معبرا عن قبوله بما انتهت اليه محاولته الفاشلة معي في ..في عيد الحب..آه ياحب !